يسارع ساسة الغرب إلى تخفيف قبضتهم على الشعوب المستضعفة عندما يستشعرون شدة حنقها ويدركون أن غضبها أصبح قريبا من مرحلة التحول إلى أعمال انتقامية تهدد مصالحهم،يلاحظ ذلك دارسو السياسة الغربية الاستعمارية ،فهل هي مجرد صدف أم منهجية مدروسة كما أرجح ؟
وتخفيف الضغط ـ من خلال النماذج المعروفة عنهم ـ ليس بمنح العافية للشعوب لتنعم بها ولو لمجرد لحظة زمنية محدودة ،وإنما هو عبارة عن تحويل دائرة الصراع من منطقة توتر متفجرة إلى منطقة جديدة تمت تهيئتها سلفا عن طريق إثارة أحقاد وافتعال أزمات ،حتى تستمر مصانع الأسلحة ويبقى الضعفاء في قبضة الأقوياء
وكنا إلى رحيل بوش عن دائرة صنع القرار نعيش حالة غضب وحنق لم يشهد التاريخ الحديث مثلها حتى جاء أوباما بخطاب (تصالحي) ،غير أن المفكرين من ذوي القدرة على قراءة ما بين السطور يشمون فيه رائحة عدوان جديد على أطراف أخرى من العالم الإسلامي ،إما باكستان ،وإما إيران،يكون في الأولى مباشرا أو بواسطة الهند ،ويكون في الثانية مباشرا كذلك أو بواسطة إسرائيل أو بلد عربي كبير ،ومن المتوقع ـ لا سمح الله ـ أن تستثار منطقة المغرب العربي عن طريق دفع قضية الصحراء إلى التأزم أكثر ،كما ستستغل مشاكل الحدود في منطقة إفريقيا الغربية لافتعال الأزمات وتغذية الصراعات ،من أجل إدامة حالة الفقر والتخلف والجهل ،ويساعد على تحقيق تلك الأهداف وضع الاقتصاد العالمي المتدهور وتفاقم البطالة وتراجع الطلب العالمي على الطاقة واستفحال ظاهرة الهجرة (غير الشرعية) والاستعداد المستمر من الطابور الخامس لخدمة متبوعيهم ،مما يمنع من التفاؤل المبالغ فيه ،ويجعل من الأخذ بالحيطة والحذر حاجة ضرورية جدا.
ــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى