Translate

الاثنين، يناير 26، 2009

محاكاة عمياء !!!


             بناء الدول لا يتم بالضرورة عن طريق استنساخ نموذج ناجح ومحاولة محاكاته تماما ،فما تنجح في التفاعل معه أمة من الأمم قد تخفق في التفاعل معه أمة أخرى ،وهذه المسألة مسلم بها ،لأن الأفكار بنت بيئتها ،وإنما صاغها أصحابها تحت ضغط 
وإلحاح من حاجياتهم الماسة في ظروف زمنية خاصة ،فحظر مشاركة الدين في الحياة العامة من قبل الفرنسيين بعد انتصار ثورتهم كان ردا منصفا في حينه على ضلال كنائسهم ،بينما ظل اليابانيون أوفياء لبوذيتهم على أساس أن الكهنة البوذيين لم يحاولوا الاستيلاء المطلق على تطلعات الشعب الياباني ولم يسعوا إلى الوقوف حاجزا بينه وبين بحوثه العلمية وتحضره المتسارع ،وقد نهجت الصين منهجا آخر يغاير المنهج المعهود عند الدول الأوربية وأمريكا ،فهي لم تحبس نفسها في إطار الفكرة القائلة بأن التقدم الهائل الذي عرفته تلك الشعوب كان المساعد عليه استغلالها البشع لخيرات الدول المستعمَرة ،بل فكرت وخططت ونفذت بتصميم فريد إلى أن حققت ما يمكن أن يسمى بمعجزة العصر
         فأين نحن من هؤلاء وأولئك ؟هل سنظل في محاكاة عمياء للدول الكبيرة ،بمعني أن نرهق كواهلنا بمحاولة بناء كل مرافق الدولة الحديثة معا مع الاستمرار على الإذعان المذل لمشاريع البنك الدولي وباقي المؤسسات الدولية التي تفكر نيابة عنا وتحدد مصالحنا من دون التشاور الجاد معنا ،كأنها تسعى إلى وأد روح المبادرة والإنتاجية فينا ،فلما ذا ـ على سبيل المثال ـ لا نقوم بتوجيه جميع إمكانيات الدولة إلى تطوير مناحٍ محددة ولو على حساب مناح أخرى أقل أهمية بالنسبة لنا في هذه الظروف ؟ حيث تكون المناحي المستهدفةُ نقطة ارتكاز وتجميع للجهود والطاقات لخطة زمنية مدروسة ،ربما يؤدي ذلك إلى إحداث ثورة حضارية نتطلع إليها اليوم قبل الغد .

ــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى

بَطَلَا جنوبِ إفريقيا سيريل رامافوزا ونيلسون مانديلا

 إِذَا كانَ فَخْرُ تارِيخِ جنوبِ إفريقيا الحديثِ نِيلسونْ مَانْدِيلا اسْتَطاعَ إنْهاءِ الْأَبَارْتَايِدْ وهو نِظامُ فَصْلٍ عُنصُرِيٍّ متَطرِ...