Translate

الخميس، مارس 26، 2009

ثوابت ليست سببا لأزماتنا


       الذين يبحثون عن مبرر لتخلفنا ينجيهم من عذاب الضمير ولعنة الخذلان ويبيضون به وجوههم أمام أبنائهم ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا هم أولئك الذين تتسلط أقلامهم وألسنتهم على بعض الثوابت المحمودة المميزة لأمتنا ،فهم تارة ينتقدون طريقة نشأة الدولة أصلا ويرجعون غياب المواطنية في نظرهم إلى أننا لم ندفع من قبل ثمنا من المقاومة والنضال يكفي للحصول على العناصر المعنوية للحرية والخصائص الكامنة في الاستقلال ! فالنشوء السمح للدولة إذًا في نظرهم سبب في انهيار قيم المبادرة والتخطيط والإبداع ،والحقيقة أن المقاومة التي شنتها بعض الشعوب المستعمرة لم تكن السببَ المباشرَ في تطورها فيما بعد ،بل أدت في حالات معينة إلى استبدال استعمار أجنبي يبغضه الجميع ويقاومه ويرفضه باستعمار(وطني) يقوم من خلاله المحررون بالعمل على السيطرة الكاملة على أذهان الناس وعقولهم واعتقادهم وتوجهاتهم....فيسمون ما يرتكبونه من موبقات ثورة وما هي بثورة إن يريدون إلا فرارا من أعباء البناء والتعمير والنماء والتطوير ،ثم يقومون بتصفية المخالفين لهم والتنكيل بغير المندفعين معهم في طيشهم وجنونهم وتمردهم على الله سبحانه
فنشوؤنا السمح هو بتوفيق الله السبب في نجاتنا من تحكم (محررين) كانوا سيُنزلون بنا ما تمنوا أن ينزلوه بالمستعمر من النكال ،وكانوا سيطبقون فينا نظرياتٍ سياسية خبيثة سببت إزهاق أرواح عشرات الملايين من الناس ،وأهدرت أموالا لا يمكن أن تحصى أو تحصر ،وأخرت البحوث العلمية دهورا طويلة ،ولولاها لكان حال البشرية اليوم أفضل حال ،إلا أن هؤلاء (الثوار الأبطال) لن ينظروا في ذلك بل سيطبعون نسختهم من البطش بدماء مواطنيهم الأبرياء حتى يضيفوا أسماءهم إلى أسماء أساتذتهم من الاستئصاليين وأعداء الحضارة
أزمتنا ليست في نشوئنا السمح أو في الدراعة أو الملحفة أو الخيمة أو تنسكنا أو بساطتنا أو لون علمنا الوطني أو اسم عملتنا الوطنية أو اسم الدولة أو النشيد الوطني الداعي إلى الله والتمسك بدين الإسلام طاهرا نقيا وتوفير نزعة الابتداع والإبداع التي لو أثبتت جدارتها في الناحية الغيبية لأغنت عن مجيء الرسل من عند الله مبشرين ومنذرين !! فبدلا من إهدار هذه النزعة في الميتافيزيقا يجب صرفُها بحكمة في العمل على إنجاح مسيرتنا التنموية وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وتشجيع الدراسات والبحوث وتحريك الساحة الثقافية والفكرية وشغل الناس بما يفيدهم في حل مشاكلهم لا بما يؤزمها ويعقدها ،إن هذه الثوابت غير مسؤولة على الإطلاق عن أخطائنا ونتائج كسلنا وتخاذلنا ،بل يمكن بالعزيمة الصادقة والعمل المخلص أن تتحول ـ عند ما نرقى ونتطورـ إلى ذوق عالمي ،مثلما تحولت أشياء غاية في السخافة إلى ذوق عالمي عندما تقدمت الشعوب المحافظة عليها.

ـــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَّا

عنترة ورشقات حرزبِ اللهِ /شعر إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 عَنترةُ ورَشَقاتُ حِزْبِ اللهِ   ————————————————————-                   لوْ عَاشَ عنتَرُ عَبْلَةٍ في عَصْرِنَا                       ورَأَ...