السياسة فن من الفنون يرقى برقي المجتمعات ،وينحط بانحطاطها ،خاضعا في صيرورته لمنطق المستحكم من الطباع والسائد من العادات والتقاليد والأعراف ،فالفن السياسي يعكس مدى مطابقة سلوك المجتمعت الإنسانية للمُثُلِ ،كما يعكس مدى مفارقته لها ،ودعني من مناقشة هل السياسة علم أم هي فن ؟وما الفرق بين العلم والفن ؟فلسنا في معرض دراسة السياسة حال كونها خارج سياق التعامل معها كوسيلة لإدارة الشأن العام ،وعليه فإنها ستبدو لنا تعبيرا صادقا عن حال المتعاملين بها كما بدا الأدب بمفهومه الأوسع
إلا أننا سنجد أنفسنا أمام موجب ثان من موجبات النقاش ،وهو:هل من المستساغ عقلا أن نترك للمجتمعات إضفاء صبغتها على السياسة وتكييفها حسب المناسب لمستوى وعيها وتطورها ؟أم ندفع بالمجتمعات من خلال إشعال ثورة علمية وأدبية لتقبل السياسة المثالية ؟ففي الحالة الأولى قد يؤدي ترك فعل التأثير رهينا بِيَدِ المتطلبات الظرفية للمجتمعات إلى تشويه مثالية السياسة عندما تخضع لحكم أصحاب الأمزجة الفاسدة الذين يَعْبرون من خلالها إلى كرسي الحكم ومراكز صنع القرار معتبرين إياها مجرد وسيلة من الوسائل المستهجنة ،والنتيجة ستكون بلا شك أن يزدريها الناس وأن يفصلوها فصلا نهائيا عن دينهم ومقدساتهم وأمور آخرتهم لما نالها أمام أعينهم من ابتذالٍ جراء امتهان الهمج لها
أما في الحالة الثانية ،فإن قابلية المجتمعات للاستجابة للمحفزات نحو القيام بثورة أيا كان نوعها قابلية متفاوتة مما يعني استحالة أو عبثية الاستئناس بمحفزات ثورية سابقة أو مزامنة ،ولا يلغي ذلك أو يقلل من أهمية الإلمام الجيد بالدراسات التي قيم بها عن تلك الثورات
والمطلوب بإلحاح في كل الأحوال أن نبحث عن إجابات مدعومة بالحكمة والمنطق وأن نحاول مواكبة الحياة السياسية في تطوراتها المتلاحقة من خلال النقد البناء والعلاجات الناجعة عند انكسار قاعدة من قواعدها أو تشوه ملمح من ملامح مبادئها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــمن كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَّا
إلا أننا سنجد أنفسنا أمام موجب ثان من موجبات النقاش ،وهو:هل من المستساغ عقلا أن نترك للمجتمعات إضفاء صبغتها على السياسة وتكييفها حسب المناسب لمستوى وعيها وتطورها ؟أم ندفع بالمجتمعات من خلال إشعال ثورة علمية وأدبية لتقبل السياسة المثالية ؟ففي الحالة الأولى قد يؤدي ترك فعل التأثير رهينا بِيَدِ المتطلبات الظرفية للمجتمعات إلى تشويه مثالية السياسة عندما تخضع لحكم أصحاب الأمزجة الفاسدة الذين يَعْبرون من خلالها إلى كرسي الحكم ومراكز صنع القرار معتبرين إياها مجرد وسيلة من الوسائل المستهجنة ،والنتيجة ستكون بلا شك أن يزدريها الناس وأن يفصلوها فصلا نهائيا عن دينهم ومقدساتهم وأمور آخرتهم لما نالها أمام أعينهم من ابتذالٍ جراء امتهان الهمج لها
أما في الحالة الثانية ،فإن قابلية المجتمعات للاستجابة للمحفزات نحو القيام بثورة أيا كان نوعها قابلية متفاوتة مما يعني استحالة أو عبثية الاستئناس بمحفزات ثورية سابقة أو مزامنة ،ولا يلغي ذلك أو يقلل من أهمية الإلمام الجيد بالدراسات التي قيم بها عن تلك الثورات
والمطلوب بإلحاح في كل الأحوال أن نبحث عن إجابات مدعومة بالحكمة والمنطق وأن نحاول مواكبة الحياة السياسية في تطوراتها المتلاحقة من خلال النقد البناء والعلاجات الناجعة عند انكسار قاعدة من قواعدها أو تشوه ملمح من ملامح مبادئها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــمن كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَّا