عمر الإنسان في الحالات العادية ما بين الستين والتسعين ،عمر العطاء من ذلك لا يتجاوز في الغالب أربعين سنة ،تتخللها همومٌ ومشاكلُ وصعابٌ لا يمكن حصرُها ،تحد من سقف العطاء ونوعيته وكميته ،وتمنع من المغامرات الفكرية الهادفة ،ولو افترضنا أن البعض منا استطاع بعد مشقة وعناء أن يختط لنفسه أسلوبا في الحياة محكم التنظيم فإنه سيظل تحت سيطرة النظام المجتمعي العام الذي يضفي على أعرافه قدسية مطلقة ،يحافظ الفرد بمدى التزامه بها على مكانته في المجتمع،وبمجرد تساهله إزاءها يتعرض للتهميش،والمشكلة تكمن في تعارض العرف مع الأسلوب الشخصي للفرد ،المؤسس على نظرية ذاتية لا تأخذ في الحسبان إلا مقاساتِ الفرد الذي بناها لنفسه مبتغيا بها استغلالَ لحظات عمره استغلالا منصفا ،فيضطر إلى المراوحة بين نظريته الشخصية وبين العرف حينا ،وأحيانا يحاول المزاوجة بينهما ،وبين المراوحة والمزاوجة يتشوه العرف وتفقد الذات خصوصيتها ،ويتولد من تعايش العرف المشوه والذات غير الخالصة نظامٌ غيرُ محددٍ في أبعاده وملامحه ،ولا يعرف عنه إلا أنه هزيل المجتنى ،وأن ضحيته الكبرى هي عبقرية الفكر التي تبقى تائهة بين الذات والموضوع ،وضالة ضلالا بعيدا بين الأنا والآخر
فما الحل إذًا ؟أقول ـ إذا أذنت لي ـ : إن بعض المتقدمين فهم خطأً هذه الظاهرة ،فكانت النتيجة أنه قدم حلا ألغى بموجبه الضغط الناجم عن مداراة العرف ،فقال: *من راقب الناس لم يظفر بحاجته*
والآخر فهم مثل الأول فهما خاطئا كذلك فقدم حلا ألغى بموجبه مكانة الأنا وقدمها قربانا للآخر طالما بقي الآخر فاعلا ومؤثرا ،فقال :
لا مجال للجمع بين الحلين ،ولا إمكان لترجيح أحدهما ،ولن نتوصل إلى الحل إلا إذا فكرتُ وفكرتَ،ووُفقتُ ووُفقتَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
فما الحل إذًا ؟أقول ـ إذا أذنت لي ـ : إن بعض المتقدمين فهم خطأً هذه الظاهرة ،فكانت النتيجة أنه قدم حلا ألغى بموجبه الضغط الناجم عن مداراة العرف ،فقال: *من راقب الناس لم يظفر بحاجته*
والآخر فهم مثل الأول فهما خاطئا كذلك فقدم حلا ألغى بموجبه مكانة الأنا وقدمها قربانا للآخر طالما بقي الآخر فاعلا ومؤثرا ،فقال :
*اِخضع لقرد السوء في زمانه.... وداره ما دمت في سلطانه*
ــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى