السياسةُ على أهميتِها لا تختصرُ الحياةَ كلَّها هي لا تدَّعِي ذلك وواضِعُو أسُسِها وأنظمتِها المختلفةِ لا يَدَّعُونَ ذلك أيضا ،فلما ذا تُعطيها ـ أيها الأخ الفاضل ـ كلَّ هذه العنايةِ التي تصلُ حدَّ المبالغةِ والتطرفِ وأنت تدرك معي ما اشتملتْ عليه من السلوكيات المنافيةِ تمامَ المنافاةِ للأخلاق والقيم والآداب؟
دَعْكَ من الانشغال بها وإذا رأيتَ الذين يخوضون في شأنها فلا تقعدْ معهم فمجالستُهم كمجالسة صاحبِ الكير إما أن يتطايرَ عليك شررُه وإما أن يؤذيَك دُخانُه ،إن لديك مشاغلَ أوْلَى بجهدك وأحْرَى باهتمامك اِهتمَّ بهذا القرءانِ الكريمِ ،فهو أحدُ خليفتيْ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وقد وصفه اللهُ سبحانه وتعالى بأنه قرءان كريم لأنك كلما قرأتَه أعطاك من خُيُورِه وأفاض عليك من دُرَرِه ولَدُنِيَّاتِهِ ونفحاته ما يجعلُك إنسانا فاضلا حقا تَعقِلُ عن اللهِ عز وجل مرادَه من خلقك وتعرفُ مقدارَ ما أوْلاكَ من عنايتِه وتوفيقِه
السياسةُ في حالتها الراهنة لا يمكن أن تكون كريمةً معك إلا إذا اتصفتَ بصفات الحقارة واللؤم وسخوْتَ بعرضك لينتهشَه مُنافسوك فيها والساخطون عليك ممن يوالونَك فيها بخلاف هذا القرءان الكريم الذي يقودُك إلى الله وهو سبحانه من أسمائه الحسنى : اسمه الجامعُ الذي من معانيه أن يجمع للمُقبلِ عليه المُعرضِ عن الأغْيَار المُتنزهِ عن الأكدارِ أنواعَ الرضوان والقبول فيَرضَى هو سبحانه وتعالى عنه ويُرضِي عنه جميعَ الخلق ويُبقيه مَصُونَ العرْضِ ويَذكره سبحانه في الملإ الأعلى وحسبك بذلك عزةً وكرامةً وشرفًا
سيقول لك مَرْضَى القلوبِ : من لم يُسايرْ دهرَه عُدَّ من الأمواتِ وإن قال شعرا وإن نطق بالحكمة !! وسيقولون لك : ما قيمة الحياة إذا لم تتأثر وتؤثر؟ إن الحياة هي أن تفتك وأنت مستعد لأن يُفتك بك
وتركُكَ في الدنيا دويًّا كأنما ... تَنَاولَ سمْعَ المرءِ أنمُلُهُ العَشْرُ
سيقولون لك : لا تكن ميتَ الْأحياءِ فيُقضَى الأمرُ حين تغيبُ ولا تستشار إذا حضرتَ كأنك بينهم عدم قل لهم ـ إن شئت ـ : إنما تتآلف الأجناس ويأتلف المتعارفون ويتنافر المتخالفون وإن حبي للحق ومعرفته نأى بي عن جموعكم وجعلني أستوحش أُنسكم وأستثقل مجالسكم وإن كنتُ أراني غيرَ مُتأهبٍ تأهبَ السالكين ولا متهيئٍ تهيؤ المريدين بل أراني خلْفهم ماشيا مِشيةَ الأعرجِ غيرَ قانطٍ من الفرج :
ويوم تتصالحون مع القرءان الكريم والسنة التي هي البيان له وتقيمون ما اعْوَجَّ من مناهجكم في السياسة والأخلاق والقيم ستجدونني بينكم واحدا منكم مطمئنا إليكم ،لأنكم لن تصدوني إذ ذاك عن غايتي التي تمحضتُّ لها ،قل لهم ـ إذا سألوك عنها ـ : إنها حبُّ الحق الذي هو صاحب الأمر والخلق ،وحبُّ معرفته ..
ــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
دَعْكَ من الانشغال بها وإذا رأيتَ الذين يخوضون في شأنها فلا تقعدْ معهم فمجالستُهم كمجالسة صاحبِ الكير إما أن يتطايرَ عليك شررُه وإما أن يؤذيَك دُخانُه ،إن لديك مشاغلَ أوْلَى بجهدك وأحْرَى باهتمامك اِهتمَّ بهذا القرءانِ الكريمِ ،فهو أحدُ خليفتيْ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وقد وصفه اللهُ سبحانه وتعالى بأنه قرءان كريم لأنك كلما قرأتَه أعطاك من خُيُورِه وأفاض عليك من دُرَرِه ولَدُنِيَّاتِهِ ونفحاته ما يجعلُك إنسانا فاضلا حقا تَعقِلُ عن اللهِ عز وجل مرادَه من خلقك وتعرفُ مقدارَ ما أوْلاكَ من عنايتِه وتوفيقِه
السياسةُ في حالتها الراهنة لا يمكن أن تكون كريمةً معك إلا إذا اتصفتَ بصفات الحقارة واللؤم وسخوْتَ بعرضك لينتهشَه مُنافسوك فيها والساخطون عليك ممن يوالونَك فيها بخلاف هذا القرءان الكريم الذي يقودُك إلى الله وهو سبحانه من أسمائه الحسنى : اسمه الجامعُ الذي من معانيه أن يجمع للمُقبلِ عليه المُعرضِ عن الأغْيَار المُتنزهِ عن الأكدارِ أنواعَ الرضوان والقبول فيَرضَى هو سبحانه وتعالى عنه ويُرضِي عنه جميعَ الخلق ويُبقيه مَصُونَ العرْضِ ويَذكره سبحانه في الملإ الأعلى وحسبك بذلك عزةً وكرامةً وشرفًا
سيقول لك مَرْضَى القلوبِ : من لم يُسايرْ دهرَه عُدَّ من الأمواتِ وإن قال شعرا وإن نطق بالحكمة !! وسيقولون لك : ما قيمة الحياة إذا لم تتأثر وتؤثر؟ إن الحياة هي أن تفتك وأنت مستعد لأن يُفتك بك
وتركُكَ في الدنيا دويًّا كأنما ... تَنَاولَ سمْعَ المرءِ أنمُلُهُ العَشْرُ
سيقولون لك : لا تكن ميتَ الْأحياءِ فيُقضَى الأمرُ حين تغيبُ ولا تستشار إذا حضرتَ كأنك بينهم عدم قل لهم ـ إن شئت ـ : إنما تتآلف الأجناس ويأتلف المتعارفون ويتنافر المتخالفون وإن حبي للحق ومعرفته نأى بي عن جموعكم وجعلني أستوحش أُنسكم وأستثقل مجالسكم وإن كنتُ أراني غيرَ مُتأهبٍ تأهبَ السالكين ولا متهيئٍ تهيؤ المريدين بل أراني خلْفهم ماشيا مِشيةَ الأعرجِ غيرَ قانطٍ من الفرج :
أسيرُ خلفَ ركابِ النجْبِ ذا عرجٍ......مُؤمِّلاً كشفَ ما لاقيْتُ مِن عِوَجِ
فإن لحِقتُ بهم من بعدِ مَا سبقوا......فكم لِربِّ الورَى في ذاك مِن فرج
وإن بَقيتُ بظهْر الأرضِ مُنقطِعًا......فمَا عَلى أعْرَجٍ في ذاك مِن حَرَج
ويوم تتصالحون مع القرءان الكريم والسنة التي هي البيان له وتقيمون ما اعْوَجَّ من مناهجكم في السياسة والأخلاق والقيم ستجدونني بينكم واحدا منكم مطمئنا إليكم ،لأنكم لن تصدوني إذ ذاك عن غايتي التي تمحضتُّ لها ،قل لهم ـ إذا سألوك عنها ـ : إنها حبُّ الحق الذي هو صاحب الأمر والخلق ،وحبُّ معرفته ..
ــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى