إذا لم يَقُدْكَ عقلُك إلى الاستغناء عن الناس ،ولم تَصرفْ هِمتك لبلوغ الكمال ،ولم تُمْضِ وقتك في ذكر الله ،ولم تتعلم علومَ الدين ومتعلقاتِها ،ولم تُبالِ بأمر المسلمين ،فلا معنى لوجودك إلا أن تكون مثلا سيئا يُضرب لتنبيه الغافلين وهداية الحيارى التائهين ،والعياذ بالله
إن الحياة منة الله لا يوجد أشرف منها إلا منة الإسلام ،ولا يعرف قدرَها إلا أولو الأبصار ،أولئك يُدركون أنها فرصتُهم لاختبار إرادتهم في الاتصاف بالكمال ،والتغلب على العناصر البهيمية فيهم،إنهم يَصِلون ليلهم بنهارهم سابحين بأفكارهم ونظرهم في الملكوت كأنهم منفصلون عما حولهم وما هم كذلك ولكنهم نُودُوا أن تِلكُم معرفةُ الله وُضِّحَتْ لكم معالمُها وعُبِّدَ طريقُها وأمِنَ السالكون إليها فَسَارِعُوا إلى رياض الخلاصِ وبحْبُوحَةِ الرضوانِ ونفحَاتِ الرحمنِ ...فكلُّ واحدٍ منهم لبَّى ذلك النداءَ بحسب مبلغ علمه وكمال عقله وصحة فهمه وسلامة نظره ،وبحسب عناية الله به ..
فلا تُصْغِ لصَخَبِ العَوَارِضِ ولا تَلْتَفِتْ إلى ألوان العَوَالقِ ولا تَكتَرثْ بمُثَبِّطَاتِ الهِمَمِ ،فالغايةُ أسْمَى وأعزُّ وأشرفُ ،والمُوَفقُ مَنْ أدْرَكَها وَهو أهلٌ لَها .
من كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَّا