سبحانك يا رب لقد استأثرت بعلم الغيب وعالَمه كما استأثرت بعلم الشهادة (الواقع) وعالَمه،
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم،
لقد ألْبَسْتَ أرْواحَنا أجسادًا طاقاتُها محدودة وصبرُها محدود، وشهوانيتُها طاغيةٌ وغرائزُها قاهرة ،ونشاطُها في طاعتك والتعلقِ بكمالك قطرةُ ماءٍ في بحْر هُمومها الشيطانية ،فحَبَسَتْ أرواحَنا عن الغاياتِ العُلَى في قَماقِمَ من العوائق أعْمَتِ البصائر، وأذْهبتِ الفطنةَ وأزْهقتْ أرواحَ الضمائر،يَضِيعُ غالبُ العمْر في أغراضِها ويَضيع باقِيهِ في مُعالجة أمراضِها،
سبحانك لولا لطفُك لما بعثتَ إلينا بشرًا رسولا نتعلمُ منه كيف الخلاصُ والْمَنَاصُ،وتَوَقِّي شرِّ أقفاصٍ لا تَقِي مِنه كلُّ دِرْعٍ دِلَاصٍ،
فلك الحمدُ كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك حتى ترضى ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك من بعد الرضا على نعمة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم الذي هديتَنا به لعبادتك ونجيتنا به من عبادة غيرك ويسرتَ لنا به التَّمَحُّضَ لِذاتكَ،والتعرضَ لجلالك،والتشوقَ لجمالك وكمالك،فصلِّ اللهم عليه صلاةً تجزيه بها عنا أكمل الجزاء، وسلم عليه سلاما سرمدا بلا انتهاء.
ــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَّ