الاستقلال استحقاقا كان أو منحةً يُصَدقُه
واقعُنا أو يُكذبُه ،إن الشعوب الجديرة بشرف الاستقلال هي التي فرضت وجودها على
العالم برقيها وتقدمها وصناعاتها ،فلها الحق أن تحتفل باستقلالها كل لحظة وليس كل
سنة عند حلول الذكرى ،أما نحن ومن يزاحمنا في تخلفنا فسنبقى باحثين عمن نُلقي عليه
مسئولية معاناتنا وأسباب فشلنا الذريع ،ستبقى طائفةٌ منا تنهش أعراض أسلافنا
الأكرمين ،لأنها لبدائية وسطحية تفكيرها وشدة جُبْنِها لا تُلاحِق إلا أمواتا لا
يستطيعون أن يدفعوهم عن أعراضهم ،ونسوا بسبب جهلهم أن الله سبحانه وتعالى لا يخذل
أولياءه أحياءً وأمواتا ،بل يُقَيِّضُ لهم مِن جنوده أبطالا أشداءَ يَقمعون عنهم قِصارَ
النظر من الحمقاء والجهال ومَن لا يُخولُ لهم عقلٌ ولا علمٌ ولا ورعٌ بأن يتحدثوا
عما يدور حول بيوتهم بَلْهَ الشأن العام ،ولكنه كبيرةُ صلحاءِ زماننا عندما
انزووا بعيدا وتركوا منابرهم يتعاورها من لا خلاق لهم ،فمتى يُدركون خطرَ انزوائِهم
،ويعودون إلى منابرهم التي تَحِنُّ إلى أصواتهم الشجية المنطلقة من قلوبهم النقية
التقية ؟
فلْيتحدثْ كلٌّ منكم ولْيأخذْ على حديثه من
الله وِزرا ،ومن شياطين الإنس أجرا لا بركة فيه ولا عافية ،ولكن يجب عليه أن يُعِدَّ
ما لن يَقدرَ عليه من الدروع لِاتِّقاء ما لا طاقةَ له به من سهام الحق ونِبالِه
لن يحيدَ بنا الجدلُ حول الاستعمار
والاستقلال عن الهمِّ الأولِ والأكبرِ الذي هو العودةُ إلى الجادةِ الموصلة
للحضارة والتقدم والازدهار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق