Translate

الأحد، مايو 16، 2021

العلاقةُ بين العالم والحاكم


كان الخلفاءُ الراشدونَ ومَنْ حكمَ بعدهم إلى عهود قريبةٍ علماءَ وشعراءَ ،يَنتَمون إلى أمّتِهم خُلُقًا وثقافةً وعقولا ومَواقفَ انتِماءَهم لها نَسَبًا وصِهْرًا ،فلم يكن تنافرٌ بينهم وبين الأمَّةِ بل تطابُقٌ مطلَقٌ ،فأَحَبُّوا العلمَ والعُلماءَ وأكرموا الشعراءَ ،وحافظوا على العلاقاتِ القبَليةِ وتَوَاصَوْا على المحافظةِ عليها ،فتَجاوزَتِ الأمةُ بهم أخطرَ المَراحلِ بأَمانٍ ،

ثم خلَفَ مِن بَعْدِهم خَلْفٌ يَنتمونَ لِأُمتِهم أجْسادًا وأسْماءَ ،ويَنتَمون لِأعدائِها ثقافةً وعقولا وسلوكا وذوْقًا ،فاعْتبرُوا العُلماءَ مُوَظفين ،لهم نِطاقاتُ حرِّيةٍ حدَّدوها لهم ،لا يُفْتُون إلا في ما طُلِبَ منهم ،ولا يُمْكنُ أن تخالفَ الفتوى هواهم بِحالٍ ،ونظروا إليهم نَظْرَةَ دونٍ وهَوانٍ ،فنَكَّلوا بالمُخالفِ ،وحبسوا الأرزاقَ عن المُعْتزِلِ ،وعاملوا المُوالي بِالكِبْرِ والتَّعالِي ،وجمعوا في حاشيتِهم مِن ذَوِي الأَلسِنةِ الحِدادِ ،وأصْحابِ القَذِرِ مِن المِدادِ لِيُهينوا بهم المُتَخلِّفين عنهم ،

إلا حاكِما أو حاكميْن أحْسَنَا بالقياسِ إلى الأغْلَبِ الأعَمِّ .

————-

إبراهيم بن موسى بن الشيخ سيدِيَ

ليست هناك تعليقات:

المستطرَف/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 الْمُسْتَطْرَفُ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ           أحْيَانًا تكونُ الطُّرْفَةُ هِيَ الْمَنفَذَ الْأسْرَعَ وُصولًا إِلى قَلْبِ الْم...