يُمثِّلُ القائدُ ملِكا أو أميرًا أو رئيسًا أُمَّتَهُ ،يَحْمِلُ في قلْبِه الكبيرِ شجونَها ،ويعملُ بصدْقٍ وإخلاصٍ وتَفانٍ من أجل أن تتبَوَّأَ أعْلى مراتِبِ الرُّقِيِّ والتقدُّمِ ،
هكذا كُنَّا نعتقِدُ ،ولكن محَتِ الأحداثُ المصيريةُ الكبرَى أو كادتْ هذِه الصورةَ المُوغلةَ في المثاليةِ ،فكشفَتِ الأقْنِعةَ فظَهَرَتْ وجوهٌ غيرُ الوُجوهِ ،
ومن الأمثلةِ المخجلةِ أن قادةً استعماريين صرَّحوا أكثرَ من مرةٍ بعد اجتماعهم ببعضِ حكامنا قائلين : " إن الأحاديثَ التي دارتْ لم تتطرَّقْ بالمُطلقِ إلى القضايا المصيريةِ في المنطقةِ ،وأنها كانت أحاديثَ "وُدِّيةً " وترحيبيةً ..." ،
مَعنَى ذلك :
1- أن هؤلاءِ الِاستعماريين تَحقَّقُوا مِن نجاح سَعْيِهم المُتَمَثِّلِ في إحْداثِ منطقةٍ فاصلةٍ عازلةٍ بين الأُمَّةِ وقادتِها ،زَرَعوا فيها أتْياعَهُم الذين يتولَّون إعادةَ تكوينِ عقْلِ الأمَّةِ وفْقَ المخططِ الِاستعماريِّ الخطير ،
2-وأن أنَّاتِ الأمةِ وصرخاتِها لن تتعدَّى حَناجرَها ،وإن تعالتْ حتى تصل إلى آذانِ المشرفين على المنطقةِ العازلةِ فإنهم بخُبْثِهم سَيُوصِلُونَها إلى القادةِ أنْغامًا وشَدْوًا .
———
إبراهيم بن موسى بن الشيخ سيدِيَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق