Translate

الاثنين، أكتوبر 14، 2024

حقيقة الإعلام/إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 حقيقةُ الإعلامِ (نَقْدٌ أدبيُّ الْمَبْنَى، فَلْسفِيُّ الْمَعْنَى)/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


              لَا يُنتَظَرُ مِن فاقِدِ الشيْءِ أنْ يُّعْطِيَهُ، كَيْفَ لِإِعْلامٍ عموميٍّ أوْ خُصوصِيٍّ يَتْبَعُ لِقانونِ الْبلدِ الذي يَبُثُّ مِنْهُ أَنْ يَّكونَ اسْتِثْناءً مِّنَ الْحالَةِ الْعامّةِ والْمَنطِقِ السَّائِدِ؟ 

فَلَا يَنبَغِي أن نَّنْخَدِعَ بِالْعِباراتِ اللَّاسِعةِ أوِ الْجارحةِ، فإنّمَا هِيَ تَنفِيسٌ وَتَصْعِيدٌ يَعْمَلانِ عَمَلَ السِّحْرِ مِنْ أَجْلِ تَرْوِيضِ الرَّأْيِ الْعامِّ الذِي هوَ الْمَتَلَقِّي الْمُسْتَهْدَفُ، وذلكَ بِالْمُلاطفةِ والمُجاراةِ، أو بالتشَدُّدِ والْمُجافاةِ!


وحَسِبَ النَّاسُ أنَّ لهمْ فِي التدوِينِ على جُدُرِهِمُ التي يَسْتَقِلُّونَ بِها في منصّاتِ التواصُلِ الِاجتماعِيِّ فُسْحةً مِّنَ الْحُرِّيَّةِ والِانطِلاقِ غَيرِ الْمُقَيَّدِ فإِذا هم بِجَحافِلِ الْعيونِ الْمُراقِبةِ الْواشيَةِ، وإذا بِمَن يَشْرَئِبُّ مِنْهم إلى مَا وراءَ حَظيرةِ الْكَبْتِ فِي صِدَامٍ إِمَّا معَ مُدِيرِي التطبيقِ الذي يتْبعُ لهُ جِدَارُهُ، أو مع حُمَاةِ القانونِ والنظامِ الْعامِّ في بلدِهِ! وإذا بِحُلْمِهِ يَسْتَحيلُ كَابُوسًا، وإذا بِبسمةِ الأمَلِ تَنقَلِبُ إِلى كُلُوحٍ واكْفِهْرَارٍ،


هَيْئةُ التحريرِ لها أوْلويّاتُها واعْتِباراتُها ولا تَحِيدُ عن مَّسارِها الذِي رَسَمَتْهُ لها سياسةُ الْبلدِ الإِعلاميةُ قِيدَ أُنْمُلَةٍ، وَكَيفَ لها أَن تَحِيدَ؟


والْحدثُ إِمَّا أَنْ يُّصْنَعَ كما تُصْنعُ الأفلامُ وشِبْهُها، وإمَّا أنْ يُّسْتَغَلَّ اسْتِغْلالًا طَاغِيًا، فَيُهوَّلَ تَهْوِيلًا، أوْ يُهَوَّنَ تَهْوِينًا، أو يُتَجاهَلَ، فَلَا يُتَدَاوَلُ، 


أمَّا الْمُتلقِّي فانتِباهُهُ إلى ما يُرْفعُ إليهِ مَشْدودٌ، مَا لهُ عَنْهُ غِنًى ولا صُدودٌ، فَهو مُذْعِنٌ مُّسَلِّمٌ، لسُلْطانِ الإعلامِ الْمُتحَكِّمِ، الذي يَشْغَلُ بِمِزَاجِهِ بَالَهُ، ويَرْسُمُ لَهُ على ذوْقِهِ ومُرادِهِ حَالَهُ ومَآلَهُ.

ليست هناك تعليقات:

إيضاحات / إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 إيضاحات  اسْتَمَعْتُ لِلْمُحلِّلِينَ السياسيينَ والْعسكريينَ فيِ قناةِ الْجزيرةِ وغيرِها، أَمَّا بِخُصوصِ الورقةِ المُقدمةِ مِن طَرَفِ السف...