فِي انتِظار الردِّ الإيرانِيِّ ثَمَّةَ رُدُودٌ تِلْقَائِيَّةٌ أقْوَى فَتْكًا وأَشَدَُ تَدْمِيرًا أذْكرُ مِنْهَا:
1- أَنَّ إِضْعافَ السُّلْطةِ الْمركزيةِ في إيرانَ بِهذِهِ الضرْبةِ سيُتِيحُ لِلتَّنظيماتِ وأصحابِ الْمُيولِ الْحَرَكِيَّةِ التحرُّكَ بِحُرِّيّةٍ والْحصولَ على الْمالِ والسلاحِ كَمَا تُرِيدُ وفَوْقَ مَا تُرِيدُ
2- تَبَعًا لذلِكَ ستَكونُ ارْتِداداتُ زِلْزالِ تَداعِي نِظامِ الْحكمِ المركزِيِّ الإيرانِيِّ مُقَوِّضًا لِأُسُسِ وهيَاكِلِ أنظمةِ دوَلٍ عديدةٍ في الْمَنطِقةِ وشِبْهِ الْمَنطِقةِ
3- سَيكونُ زوالُ إسراءيلَ مُتحَقِّقًا في وَقْتٍ لا يَخْطرُ لِمُراقِبٍ على بَالٍ لأنَّ الصرَامةَ التِي تحْرِسُ لَها بِها بعضُ الأنظمةِ حدودَهَا سَتخِفُّ أو تَنْعَدِمُ إِمَّا بِسببِ زوالِ تلكَ الأنظمةِ أو بِدُخولِها في صِراعاتٍ داخليةٍ تُنْهِكُها
4- زوالُ إسراءيلَ ضرورِيٌّ بِالنِّسبةِ لترَامْبْ فهوَ لا تُطَاوِعُهُ نَفْسُهُ لِبَذْلِ الْمُساعدةِ الأمريكيةِ السنويةِ لإسراءيلَ وهي مُساعدةٌ سخيةٌ تزيدُ على عشرةِ مِلياراتِ دولار، فزوالُ الدنيا وليس إسراءيلَ فحَسْبُ؛ أَهْوَنُ على اتْرَامْبْ مِن بذْلِ هذا الْمالِ خارجَ أمرِيكا التي تَعْصِفُ بِها الديونُ والثواراتُ الداخليّةُ وغيرُهما
5- زوالُ إسراءيلَ ضروريٌّ جِدًّا للدولِ الأوربيةِ التِي تدْعمُها مُكْرَهةً بِلا حِسابٍ، فالْخَطرُ الروسِيُّ أَتَى على مالَها مِنْ أَخْضَرَ وَيَابِسٍ، وجعَلَ مَصِيرَها شَدِيدَ الْحُلْكَةِ والْقَتامةِ، وكمَا تَرْمِي السفُنُ المائلةُ للغرقِ بِحمُولتِها حتى تنجُوَ؛ كذلك فإن أوربا رَمَتْ بِإفرِيقيا التِي ظَلّتْ رَغِيفَةَ إِفْطارِها الساخِنةَ ووجْبةَ غَدَائِها الدسمَةَ، فَكَيفَ لا ترْمِي بِإسراءيلَ وهيَ عِبارةٌ عنْ عِبْءٍ مَّحْضٍ وَغِرْبَالِ إِنفَاقٍ
6- زوالُ إسراءيلَ سيجعلُ المَنطقةَ تعودُ إلى الِاحْتِلالِ الْمُباشرِ الذي لم تَخْرجْ مِنْهُ إلا شْكْلِيًّا، فلم يَعُدِ الِاحْتِلالُ مُتحمِّلًا لكُلْفةِ التقنُّعِ بِوسائطَ أو مُدَاراةٍ
7- الْقُنبلةُ النوويةُ الباكستانيةُ والقوةُ الْعسكريةُ والعلميةُ والصناعيةُ التركيةُ أهمُّ مُكوِّنَاتِ الْقَصْعةِ الأمريكيةِ والأوربيةِ منذُ اللحْظةِ،
وستَتَساءَلُ – أخي الكريمُ- أيْنَ الصِّينُ وروسيا؟
الصينُ تُرِكَ لها أن تبسُطَ نفوذَها على تايوانْ ومناطقِ نزاعاتِها الحدوديةِ البعيدةِ والقريبةِ، وتُرِكَ لروسيا أوكرانْيَا وأن تتصرَّفَ في الْقارةِ العجوزِ كما تشاءُ، بينما تُرِكَ لأمريكا أن تَبطِشَ بِنا كيفَ تشاءُ كمَا بورِكَ لها في ضَمِّ جرينلاندْ والتحكمِ في كَنَدَا وأَمْرِيكا الْوُسْطَى،
قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ:" حَتَّى إذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْنَاهم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقوْمِ الذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلِّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
———————————————
إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق