كَسَبَتِ الْجُمهوريةُ الْإسلاميةُ في إيرانْ هذِهِ الْجَوْلةَ مِنَ الصراعِ الْمُباشرِ معَ إسراءيلَ التي كانتْ مُجَرَّدَ قِناعٍ تَتَقَنّعُ بِهِ أَمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، فَحَقَّقَتِ النصرَ الساحقَ على هذا الْجَمْعِ الظالمِ المُسْتَكْبرِ، بِتأْيِيدِ اللهِ، ودعواتِ الْمُؤْمِنِينَ، وسواعدِ أبْطالِها الشُّجْعانِ الْمَيامِينِ ،
في هذه الساعاتِ تَكونُ قُوَّةٌ منَ السفُنِ الْحربيةِ البريطانيةِ على مَشارِفِ جُغرافيَا الْمَنطِقةِ مُنضَمّةً إلى الوجودِ العسكريِّ الْفرنسيِّ والأمريكيِّ والوجودِ الِاستشاريِّ الِاسْتخبارِيِّ الألْمانيِّ استِعْدَادًا وتَهْيِئةً للضرْبةِ الْخاطفةِ الْقاضيةِ على الجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيرانْ نِظَامًا وقُوَّةً عسكريةً، حتى تتفرَّغَ لِإعادةِ تَقسيمِ الْمنطقةِ إلى دويلاتٍ هزيلةٍ وأنظمةٍ أشدَّ ولاءً وخُنوعًا وانصِياعًا لهم، وتتفرَّغَ كذلك لِاسْتِئْصالِ الإسلامِ الذِي عمِلُوا مُنذُ زوالِ خطرِ الِاتحادِ السوفياتي على مَسْخِهِ وإفْرَاغِهِ مِن مُّرَادِ اللهِ عزَّ وجَلَّ مِنْهُ بِكلِّ ما قَدَروا عليهِ من إِكْرَاهٍ وإغْراءٍ، وجاءُوا مَجِيئَهم هذا لِيَمْحُوا رسْمَهُ بَعدَما ظَنُّوا أَنهم محَوْا وَسْمَهُ واسْمَهُ!
مُخَطَّطُهم إِثْرَ ذلكَ هو تُرْكِيا والباكستانْ، أما البلدانُ العربيةُ الكبيرةُ فهُم مسيطرونَ عليها ولا يأخذُ تَقْسيمُها وتَفْكيكُها مِن جُهْدِهمْ إِلَّا صَيْحةً وَاحِدَةً مَّا لها مِن فَوَاقٍ!
لكنَّ الْحالةَ الْمُزْرِيةَ لِإسراءيلَ والجُرْحَ الْغائرَ الْمُضْنِي الذي تُقاسيهِ إيرانْ تُغْرِي ضِبَاعَ غابةِ تلكَ الْمَنطقةِ الْمُلْتَهبةِ بِاسْتِمْرَارٍ على عرْضِ نَفْسِها مُرْتزِقةً وقَتَلَةً مأْجورينَ، إلى جانبِ الْحركاتِ ذاتِ النزْعةِ الْفوْضَوِيَّةِ والْعَدَمِيِّةِ، وغيرِها،
على الْجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيرانْ- وقلوبُ المسلمينَ في مشارِقِ الأرْضِ ومغارِبِها مَعها تَأْييدًا ومُناصرَةً- أن تخْتارَ بينَ خُدْعةِ الدبلوماسيةِ وزَيفِ الْمُفاوَضاتِ وكذِبِ الْمُعاهداتِ والِالْتزاماتِ، وبينَ الثباتِ على الْحَقِّ ومُناصرَتِهِ؛ فكم سَاقتِ الدبلوماسيةُ الزائفةُ مِنْ خلالِ المُفاوضاتِ الْخادعةِ الكاذبةِ دائِما إلى ذُلٍّ لا عِزَّةَ بَعْدهُ أبَدًا كما هو الحالُ مع مُفاوضاتِ النرويجِ مع حركةِ فَتْح، وكم قادَ الثباتُ على الحَقِّ والْمبدَإِ إلى النصرِ الْحاسمِ الدائمِ كَمَا هو الحالُ مع الْفِيَتنامِيِّينَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق