ذكرى يومِ عاشوراءَ الْحَزينِ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
عاشوراءُ كانَ فِي عَهدِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم والخلفاءِ الراشدِين ذِكرَى مِنَنِ اللهِ على بعْضِ أَنبيائِهِ على نبيِّنا وعليهمُ الصلاةُ والسلامُ، ولكنّ يزيدَ بن معاويةَ جعلهُ ذِكرَى حُزْنِ الأُمَّةِ جمعاءَ إلى قيامِ الساعةِ بِاسْتِشْهادِ رَيْحانةِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ وسِبْطِهِ الزَّكِيِّ الْمُطَهَّرِ سيدِ الشهداءِ وخيرِ مَظلومٍ سيدِنا الْحُسيْنِ عليهِ السلامُ على يدِ جيشهِ الذي أرسلَهُ لِيَمْنعوهُ الوصولَ إلى شيعتِهِ وأنصارِهِ؛ فقَتَلوهُ عليهم لعنةُ اللهِ والملئكةِ والناسِ أجمعين، وقتلوا مِن آلِ بيتِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ومِمّن كانَ معَهُ اثنَيْنِ وثمانينَ!! وقال الْحسنُ البصْرِيُّ رضيَ الله عنْهُ: "أُصِيبَ مَعَ الْحُسيْنِ سِتَّةَ عشَرَ رجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مَا على وَجْهِ الْأرْضِ يَوْمَئِذٍ لهم شَبيهٌ"،
وكتُبُ التاريخِ الإسلاميِّ الْمُعْتمدةُ عندَ عامةِ الْعلماءِ سَلَفًا وخَلَفًا طافِحةٌ بِالتفاصيلِ المُبْكِيةِ لِلقلوبِ والْعيونِ، الْمُدْمِيةِ لِلْأَكْبادِ، عنْ هذهِ الْفاجعةِ، الطامّةِ الْكُبْرَى، الْواقعةِ التِي رَجَّتِ الأَرْضَ والْعِرْضَ والْوفاءَ والْأمانةَ والدينَ كلَّهُ رَجَّا، وبَسَّتْ جِبالَهَا الراسيَاتِ بَسَّا، فجَعلتْ أساسَها هَبَاءً مُّنبَثَّا، فإنا لِلهِ وإنا إليهِ راجعونَ، وماذا هُم قائلونَ هم،ومنْ يُّنصِفُهم ويُبرِّرُ مُنكرَهم الشنيعَ، لِرسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ لو فرضْنا أنهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ سألهم، فقال لهم: ألم أقل لَّكم: اللهَ! اللهَ! في أهلِ بيتِي؟!
وكنتُ لَمَّا تأتِي نوبةُ قراءةِ تاريخِ ابنِ الأثيرِ على أبي رحمةُ الله عليهِ، ونَصِلُ إلى هذا الْحدَثِ الْعظيمِ يَبْكِي بُكاءً شديدًا ويمْضِي عليهِ سائرُ يومِهِ ذلكَ وهو في حُزْنٍ شديدٍ،
اللهم صلِّ على سيدِنا ومولانا محمدٍ وعلى آلِهِ الذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وطَهَّرْتَهمْ تَطْهِيرَا،
اللهم اجْعَلْنَا مِن شِيعتِهم ومُحِبِّيهم ومِمَّنْ وَّفَوْا بِما وَصَّى بِهِ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في غَديرِ خُم وفي غيرِهِ مِنَ الْمَوَاطِنِ والْمُناسَباتِ، آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق