خَاطِرَةٌ سَنَحَتْ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
الْمُشْكِلُ الْمُعْضِلُ هوَ مَن نُّخَاطِبُ لَا كَمُّ الْخِطَابِ الْهَائِلُ ولا نَوْعُهُ وَلَا طَبِيعَتُهُ!
دَرَّبَتْنَا التكنولوجيا على الْمُخاطبةِ مِنْ وَّرَاءِ حِجَابٍ، لَا نُبالِي هَلِ الْمُتَلَقِّي مِنْ أُولِي الْأَلْبَابِ، أو مِنْ غَيْرِ الْمُتبالينَ بِالْخِطابِ، فَننثُرُ بَنَاتِ الْعُقولِ، على مَجْهولٍ قَدْ يَكونُ مِنَ الْعُلوجِ أوِ الْعجولِ، فيَالَها مِن دُرَرٍ ضَائعاتٍ، فِي حَيْرَةٍ تَائِهاتٍ، ونَصائحَ نَيِّراتٍ، لَمْ تُلَاقِ آذَانًا وَاعِيَاتٍ مُّصْغِيَاتٍ، مَا أشَدَّ ضَيْعَتَهُنَّ، وأَحْلكَ نَهارَهُنَّ ولَيْلَتَهُنَّ، وَلَوْلَا مَا جَاءَ فِي مَن كتَمَ عِلْمًا مِّمَّا يُنتَفَعُ بِهِ أَنَّهُ يُلْجَمُ يومَ الْقيَامةِ بِلِجامٍ مِّنَ النارِ، ولولا مَا جَاءَ في وُجوبِ النُّصْحِ لِلهِ وِلرسولِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ولِأَئِمّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم، لكَانَ لُزومُ السكوتِ أوْلَى، والْعزوفُ عنِ الكِتابةِ بِالْعاقِلِ أَحْرَى!
وأَخْشَى أن تكونَ بَعْضُ هذه النصائحِ انكِشَافًا على عدُوٍّ مُّتَرَبِّصٍ، يَطَّلِعُ مِنْهَا على مَا كَانَ يجْهلُ، ويَنتَبِهُ لِمَا كَانَ عَنْهُ يَغْفلُ،
نَسْأَلُ اللهَ التوفيقَ، وأنْ يَّهْدِيَنَا إلى خَيْرِ طرِيقٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق