Translate

الأربعاء، أغسطس 13، 2025

الْغَيْبَةُ تَقليدٌ فَشَا ثم مشى/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 "الْغَيْبةُ" تقليدٌ فَشَا ثُمَّ مَشَى/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


             أرْغَمَتْ ظروفُ الْحياةِ القاسيَةِ بَلِ الْبالِغَةِ الْقَسْوَةِ - أَثْنَاءَ الْحَرْبِ الْعالميّةِ الثانيَةِ وَمَا بَعْدَها - جَمَاعةً منْ أَهلِ هذِه الربوعِ الْمُباركةِ على أنْ يَّمْشُوا فِي مَنَاكِبِ الْأرْضِ وَيَضْرِبُوا فِيها يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ؛ فَتَفرَّقوا في أَحْضانِ إفريقيا، وألْقَى بَعْضُهم عَصَا السيْرِ في مَعاطِنِ الْعرَبِ فِي شمالِ إفريقيا والخليجِ الْعربيِّ وبلادِ الشامِ والْعراقِ، وبَعْضٌ منهم مَّشَتْ بِهِ قَدَمُهُ لِيَسْتَقِرَّ بِهِ الْقرارُ في بلادِ الْعَجَمِ،

فتَبَلْورتْ ظاهرةُ الْغَيْبةِ تَعْبِيرًا فَضْفاضًا يَشْمَلُ مَعْناهُ كُلَّ تَحرُّكٍ يَغِيبُ صاحبُهُ عَن مَّضارِبِ أَهلِهِ طَلَبًا للرزْقِ أو تَعَرُّضًا لفضْلِ اللهِ، 

واسْتَغَلَّها بَعْضُ السلَفِ لِنَشْرِ الْإسلامِ أو تَثْبِيتِ الْأَهالِي عليهِ، وتَقْدِيمِ النموذجِ الإسلاميِّ حَيًّا مَّعِيشًا عَمَلِيًّا مُّطَبَّقًا من نَّاحيَةِ الأخْلاقِ والْمُعامَلةِ الْحَسنةِ والْبَذْلِ والْعَطاءِ والتَّعْليمِ ومُخالَطَةِ الْعامَّةِ والتَّعامُلِ مَعَهم، وفَضِّ النزَاعاتِ وحتَّى مُساعدتِهمْ على تواصُلِهم مع قِياداتِهم التي كانت تُّحارِبُ الِاستعمارَ، ومنهم من شاركَ في مُنازَلةِ المستعمرِ إلى جانبِ تلكَ الشعوبِ!

وفي هذه الْخيوطِ الْمُشْتبكةِ مِنَ الْعلاقاتِ يَحْصُلُ بعضُ "الْغَيَبِ" على ما كتَبَ اللهُ لهُ مِّن رِّزْقٍ فيرْجعُ بِبَعْضِهِ إلى أهلِ مرابِعِهِ لِتَقْسيمِهِ عليهم، أما الْبعْضُ الآخرُ فإنَّهُ يَبْذُلُهُ إِنفاقًا على مَنْ يَّسْتَضيفونَهُ وهمُ الْمعروفونَ بِ "أَهْلِ التِّبْرِيكَةِ" فكانُوا يَتْرُكونَ عِندهم كلَّ الْهدايَا مِن الْأنْعامِ! 

كانت تِّلْكَ طرِيقةَ وسُنّةَ الْوالدِ رحمةُ اللهِ عليهِ وطريقةَ وسنّةَ إِخوتِهِ رحمهمُ اللهُ جميعا،

 ولَقِيتُ أحدَ الْوُزَرَاءِ الْكبارِ في بعضِ تلك الدولِ فأخبرنِي بِأنهُ كانَ مِمَّن كَفَلَهمُ الوالدُ وأنَّ الْوَالِدَ كان يُسدِّدُ عنهمْ فواتيرَ الماءِ والكهرباءِ، وأنه كان يبعثُ لهم بشاةِ الْعقيقةِ إذا وُلِدَ لهم مولودٌ إبَّانَ وُجودِهِ معهمْ،

وكمْ لَقِيتُ مِن رِّجالِ أعمالٍ وغيرِهم كانوا ممن تولَّى الوالدُ عِبْءَ مَصاريفِ عائِلاتِهم  رحمةً بهم وكانوا لا يَجِدونَ للحياةِ الكريمةِ سَبيلا،

وذاتَ غَيْبةٍ – وهي الغَيْبةُ الوحيدةُ- لِعمِّنَا الشيخ سليمان رحمهُ اللهُ تعالي وهو في الْمسجدِ نَادَى الْمُنادِي جَرْيًا على عادةِ أهلِ تلكَ الْبلادِ مع مَن يفِدُونَ إليهم فقامَ الناسُ كلٌّ يدْفعُ ما تَيسرَ عندهُ مِن مالٍ، فسألَ الشيخ سليمان الإمامَ: مَا هذا؟ فقال له: هذه عادَتُنا مع من يزورُنا مِن المشايخِ، فَالْتَفَتَ الشيخ سليمان رحمه اللهُ تعالى إلى أحَدِ مُرافِقِيهِ آمِرًا إيَّاهُ أنْ يُّعْطِيَ الْإِمامَ جميعَ ما بحوْزَتِهِ من مالِهِ الْخاصِّ وكانَ مَبْلَغًا مُّعْتَبرًا! فقال الإمامُ -والْعجَبُ والِاسْتِغرابُ يَعْتَقِبانِ نَظَرَاتِهِ: ما هذا يا شَيْخَنا؟ قال له الشيخ سليمان رحمه اللهُ تعالى : ضِفْهُ إلى ما أَهداهُ لنا هؤلاءِ واصْرِفْهُ جَمِيعًا في مَصالِحِهم، وخرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ خَاوِيَ الْوِفَاضِ إِلا مِنْ عَمَلٍ صالِحٍ وذِكْرٍ خالِدٍ، فجزاهُ اللهُ في فرادِيسِ جناتِهِ خيرَ جزائِهِ.

الاثنين، أغسطس 11، 2025

إلى عُتاةِ الظالمين/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 إلى عُتَاةِ الظالمينَ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


              يَغْضَبُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ فَتَبْدَأُ السورةُ بِكَلِمةٍ تُنطَقُ حُرُوفُهَا كَقَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ " بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ كَهَيعص"، "بسم الله الرحمن الرحيم ألمص"،


ويَعْظُمُ غَضَبُهُ جلَّ جلالُهُ فَتَبْدَأُ السورةُ بكلمةٍ مِّنْ حَرْفَيْنِ" بسم الله الرحمن الرحيمِ طس"، بسمِ اللهِ الرحمن الرحيمِ حَم"


ويَتَعَاظَمُ غَضَبُهُ سُبْحانَهُ وتعالَى فَتَبْدَأ السورةُ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ بسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ ق"، "بسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ ن"، "بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ ص"


ويَشْتَدُّ غَضَبُ ذِي الْعِزَّةِ والْجَبَرُوتِ والْمُلْكِ والْمَلكوتِ الْحَيِّ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الذِي لا يَمُوتُ فَتَبْدَأُ السورةُ بِ"بَرَاءَةٌ مِّنَ اللهِ ورسولِهِ إِلِى الذِينَ عَاهدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ" بِلا حَرْفٍ كمَا سَبَقَ، وبِلَا "بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ"،


هكذَا الْمُسلمونَ اسْتُغْضِبُوا مُنذُ عُقودٍ، فمَرَّتْ رَدَّاتُ فِعْلِهم بِمَراحِلِ تَعابِيرِ الرَّدِّ الْمَنطِقِيَّةِ والْمُتَوَقَّعةِ إِلَى أَن بَلَغَتْ مُنتَهَاهَا الْيَوْمَ، فَ"سَيَعْلَمُ الذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"، وأَيَّ رَدَّاتِ فِعْلٍ غيْرِ مَعْهُودَةٍ يَنتظِرُونَ.

الخميس، أغسطس 07، 2025

رأي حول حوادث السير/إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 رَأْيٌ حوْلَ حوادِثِ السير/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


           حوادِثُ السيْرِ الْمُتَكرِّرَةُ مِنَ الْأمورِ الْمُؤْلِمةِ بِسبَبِ ما يَنجُمُ عَنْهَا مِنْ وَّفيَاتٍ وَإِصاباتٍ بَالِغةٍ، 

رحِمَ اللهُ مَن تُوُفُّوا بِسَبَبِها، وَشَفَى مُصَابِيهَا، وألْهَمَ الْأْهْلِينَ جميلَ الصبْرِ وبَارِدَ السُّلْوَانِ،


وأشكرُ أُولئِكَ الذِينَ جعَلوا سلامةَ حَرَكَةِ السيْرِ مَوْضوعًا لكتاباتِهم واهْتِماماتِهم، ولم يَكتَفُوا بِالْإسْهامِ بِآرائِهمْ واقْتراحاتِهم وإنَّمَا نَزَلُوا إلى الْمَيْدَانِ وخَاطَبُوا شعْبَهم وحكومتَهم بِوسائِلِهمُ الذاتيَّةِ فَاسْتحقُّوا كامِلَ التقديرِ والِامْتِنانِ، وَاسْتَوْجَبُوا ضرورةَ الْمُؤازَرَةِ والتأْيِيدِ، 


ونَظَرًا لعُمومِ الْبَلْوَى فإنَّنِي أُساهمُ بِهذا الرَّأْيِ حَيْثُ أَرَى:


- حَصْرَ مَسَارِحِ الْحَوادِثِ، ومَعْرِفَةَ النِّقَاطِ التِي تَكرَّرَتْ فِيها، ودِراسةَ جُغْرَافِيةِ تِلْكَ النِّقاطِ، والنَّظَرَ في طبيعةِ مَقْطَعِ الطرِيقِ وَمُحِيطِهِ، وطَبيعةِ انْحِدَارِهِ أوِ انْعِرَاجِهِ أو صُعُودِهِ، وحالةِ الرَّصِيفِ مِنَ الْجانِبَيْنِ، وتَمَدُّدِ أَلْسِنَةِ الرَّمْلِ، واخْتِرَاقِ الْمَقْطَعِ لِلتَّجمُّعاتِ السُّكَّانِيّةِ الدائمةِ أوِ الْموسِمِيّةِ مِمَّا يَجْعُلُهُ مَعْبَرًا لِلسُّكَّانِ ومَرَاعِيهمْ، إِضَافَةً إلى التَّحَقُّقِ مِن جودَةِ الْمَقْطعِ وعَدَمِها،


الْمَقَاطِعُ التي تكرّرَتْ فيها الْحوادِثُ يُقامُ على مَشارِفِهَا مِنَ الناحيَتَيْنِ إشاراتٌ بِالْكِتابةِ والصورَةِ والْألْوانِ الْعاكسةِ بِاللَّيْلِ والنَّهار لِلتنبِيهِ والتحْذِيرِ،

 ويُنشَرُ تَحْدِيدُ نِطَاقِها في الْهواتِفِ المحمولةِ ووسائِلِ تَعْميمِ النشْرِ في انتِظارِ مُعالجَةِ وضْعِيَّتِها،

 وتُقامُ على مشارِفِها مِنَ الْجانِبَيْنِ وَحدَاتُ مراقبةٍ بَشَرِيَّةٍ وآلِيةٍ ثابِتَةٍ إذا أَمْكَنَ ذلِك، 

وتُزَوَّدُ بِوَسائِلِ إسْعافٍ أوَّلِيَّةٍ تُسْهِمُ في عمليّةِ النجْدَةِ عندَ اللحظاتِ الأولى للحادثِ،


وَأُضِيفُ هذا الرَّأْيَ إلى ما قِيمَ بِهِ مِنِ احْتِرازٍ يتعلَّقُ بِأهليَّةِ السائِقينَ ووَضْعِيَّةِ الْمَرْكَباتِ، 


حَفِظَنا اللهُ جَميعًا آمين.

الخميس، يوليو 31، 2025

لماذا تخلف وعد الله؟

 لِمَاذا تَخَلَّفَ وَعْدُ اللهِ؟ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


              وَعْدُ اللهِ كَسُنَنِهِ الْكَوْنِيِّةِ، أو كَالْقَاعِدةِ الْعِلْمِيّةِ، أوْ كَقَانُونِ الطبيعةِ، تَتَخَلَّفُ النتيجةُ بِاختلالِ شَرْطٍ، أو غِيابِ عُنصُرٍ،


نَصْرُ اللهِ مُقَيَّدٌ بِالْإيمانِ بِهِ؛ فَلا يكونُ إلا لِلْمُؤْمِنِينَ،

 والْإِيمانُ والْإسلامُ وَالْإِحْسانُ حقيقةُ الدينِ، فمَن كانَ مُسلِمًا فَعليهِ أنْ يَّرْقَى بِدِينِهِ إلى تَحقيقِ الْإيمانِ حتى لَا يَتَخَلَّفَ عَنْهُ وَعْدُ اللهِ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ،


وَمَن كَانَ مُؤْمِنًا فَعليهِ أنْ يَّرْقَى بِدِينِهِ إِلَى الْإحْسانِ، 

وَحَسْبُ الْمُحْسِنِينَ مِنَ الْخَيْرِ قَوْلُ اللهِ عزَّ وَجَلَّ: 


" إنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"،


وفي حدِيثِ أَبِي حفصٍ عمَرَ بْنِ الخطاب رضِيَ اللهُ عنْهُ الصحيحِ الْمَعروفِ تَبْيِينٌ لحقائقِ الإسلامِ والإيمانِ والإحسانِ بَيَّنَها سَيدُنَا محمدٌ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ لسيِّدِنَا جِبريلَ عليهِ السلامُ.

الاثنين، يوليو 28، 2025

ماذا بعد زوال إسراءيل

 ماذا بَعْدَ زَوَالِ إسراءِيلَ؟ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


         لِلتوْضيحِ فقط إسراءيلُ كِيانٌ سياسيٌّ تَشَكَّلَ بِالظلْمِ وقَامَ عَليْهِ، وهو غيرُ شَعْبِ الْيَهودِ الذِي يَنتَمِي إلى بُلْدَانٍ عربيةٍ عِدَّةٍ أَصِيلًا فيها، ولهُ مع بَقِيَّةِ شعوبِ تلكَ البلدانِ علاقةُ مواطَنةٍ عادِلةٍ عادِيةِ مستمرةٍ، 


إنَّ هذا الْكِيانَ الذي اتَّخَذَ مِنَ الظلْمِ والْبَطْشِ الشديدِ والْفَتْكِ أُسلوبَ تَعامُلٍ مع عامةِ الْعربِ ومع الفلَسْطنيينَ بصورةٍ خاصةٍ يُوَاجِهُ الْيومَ مَصيرَهُ الذِي سَعى لَهُ بِظِلْفِهْ، فَهُوَ لَاقِيهِ رَغْمَ أَنفِهْ، وَرَغْمَ الْمَدَدِ الذِي يَنْهَالُ عليهِ مِنْ حِلْفِهْ،


نَحْنُ بيْنَ يَدَيْ إِرْهاصاتِ اسْتِئْنَافِ جوْلةِ الحَرْبِ المباشرةِ الثانيَةِ مَعَ إيران، ولا شكَّ أنَّ إيرانَ فِي هذهِ الْجوْلةِ القاضيةِ الفاصلةِ الْحاسمةِ لِسانُ حالِها أَنَّهُ لَا عِطْرَ بَعْدَ عَرُوسْ، وأنَّهُ لا اعْتِمَادَ على الصِّينِ أوِ الرُّوسْ، وأنَّ الْخِيارَ الْأوْحدَ مَدُّ حُلَفَائِها في الْعراقِ واليَمَنِ ولُبْنَانَ بِكلِّ ما تَقْدِرُ عليهِ مِما عِندَها من مالٍ وسلاحٍ، فإنها إن لم تكن فَعلَتْ ذلكَ سابِقًا فَإنَّ عليها الْمُبادَرَةَ إلى فِعْلِهِ الْآنَ فإنَّ الْوَقْتَ بِسَبَبِ تسارُعِ الْأَحداثِ صارَ مَحسوبًا بِأجزاءِ الثانِيةِ لا بِالْأسابيعِ والْأَيَّامِ!

وحسبَ كلِّ الْمُعْطَياتِ فإنَّ الْأمورَ- الْجارِيَ مِنْهَا والْمُتَوَقّعَ- فِي صَالِحِها إِن شاءَ اللهُ،


وإذا انْهارَ الكِيانُ الْإسراءيليُّ مُسْتَحِيلًا إِلَى أَثَرٍ بَعْدَ عَيْنٍ، فإنَّ ردَّةَ الْفِعْلِ الْمُباشرةَ مِنَ الْغَرْبِ هي الْعمَلُ على احْتِلالِ إيرانَ والبلدانِ العربيةِ في المنطقةِ فَوْرًا، 

لِتَتحوَّلَ الحرْبُ إلى صيغةٍ عالميةٍ مدَمِّرةٍ، 

كذلكَ تمَنَّى الْغَرْبُ، ومِنْ أجْلِ صيْرُورتِهِ واقِعًا مَّعِيشًا كان يَعْمُلُ لَيْلَ نَهارَ، 


نُقْطَةُ ضُعْفِ الْمُسْلِمينَ هِيَ أنهم يَشْرَئِبُّونَ بِأعْنَاقِهم في دَيْدَانِ الْمَعارِكِ يَبْحَثُونَ عن عُروضِ التَّفاوُضِ مع الْخَصْمِ فيَضعونَ صَفْحةَ عُنُقِهم على نَطْعِ الْعَدُوِّ الذِي يُحَدِّدُ: إِمَّا يَفْصِلُ الرَّأسَ عنِ الْبَدَنِ، أَوِ الكرامةَ عَنِ الْعِرْضِ!


على المسلمينَ أن يثِقوا في اللهِ؛ فإنَّ الْقُوَّةَ لِلهِ جميعًا، وإنَّ الْخَوْفَ مِنْ غَيْرِ اللهِ مِن مَّكائدِ الشيطانِ وحَبائلِهِ ووَسائلِ استِعْبادِهِ لِابْنِ آدمَ،

قال تعالى:


" إنَّمَا ذَالِكُمُ الشيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلَا تَخَافُوهمْ وَخَافُونِ إِن كنتُم مُّؤْمِنِينَ"،


 فالشيطانُ يَجعَلُ أوْلِياءَهُ خَائِفِينَ مِنْهُ، مُخِيفِينَ لِضِعَافِ النُّفوسِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَحَذَّرَ اللهُ المُسلمينَ مِنَ الْخَوْفِ عُمُومًا إِلَّا مِنْهُ جَلَّ وَعلَا وحْدَهُ سبْحانَهُ وتعالَى،


 والْحرْبُ قَد تَّكونُ ثَمَنَ السِّلْمِ والْأمانِ، 

قال تَعالَى: 


" وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَياةٌ ".

الخميس، يوليو 24، 2025

محددات الاِنتِصار على العدو

 مُحدِّدَاتُ الِانتِصارِ علَى الْعدُوِّ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


           مَا نَعْتَقِدُهُ هَزِيمةً نهائِيَّةً هوَ فِي حَقيقتِهِ هزيمةٌ وَهْمِيَّةٌ، ومَا نَعْتقِدُهُ تَفَوُّقًا تكنولوجيًّا للعدوِّ هو في حقيقتِهِ مُجرَّدُ اعْتِقادٍ فَاسِدٍ جعَلَنا نُضْفِي على ذَاتِ السِّلاحِ المُتَطَوِّرِ الذي يَمْتلِكُهُ الْعدوُّ صِفةَ الشخصِ الْفَاعِلِ لا صِفةَ الْآلةِ التي يتحكّمُ فيها مُسْتخْدِمُها الْمُعرَّضُ لِجميعِ الْعوارضِ الْبَشَرِيّةِ مِن جُبْنٍ وسَهْوٍ وغلطٍ وغلَتٍ ونوْمٍ وشُرودٍ.. 


إنَّ أهَمَّ عوَامِلِ النَّصْرِ على الْعدُوِّ هو:


1- الْهُجومُ دِفَاعًا عنِ الْحِمَى، فإنَّ الْأعداءَ إِذَا اعْتَادُوا مِنَ الْمُسلمينَ أنهم كلَّما أعدُّوا الْعُدَّةَ هَاجموهمْ وحارَبُوهم تَرَدَّدوا في الْإعدادِ أَصْلًا لحَرْبِ الْمُسلمين؛ قال تعالى: 


"يَأيُّها الذِينَ ءامَنُوا قَاتِلُوا الذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"،


2- النَّفْرَةُ الْعَامَّةُ والْفَوْرِيَّةُ: وهي تَجْعلُ الْعدوَّ إذا اقْتحمَ بلدًا من بلادِ المُسلمين يَتَلَقَّى الضرَباتِ الْمُوجعةَ مِن ْعامّةِ أهْلِ الْبلدِ الذينَ يُقاتِلونَ أجمعينَ وإنَّ يَدَ اللهِ مَعَ الْجماعةِ، قال تَعالَى:


" انفِرُوا خِفَافًا وثِقالًا"، 


وقال تعالى: 


" وقاتِلُوا الْمُشرِكِينَ كافَّةً كمَا يُقاتِلونَكمْ كَافّةً"، 


فإذا حدثَ ذلك تَزَلْزَلَتْ مَوَاطِئُ الْعدُوِّ، وتشتَّتَ تَرْكيزُهُ، فلا يكونُ أمامَهُ إِلَّا الْهروبُ كَسيرًا حَسيرًا،


3- مُلَاحَقةُ مُثَبِّطِي الْهِمَمِ الذِينَ يُذِيعونَ الْخوْفَ مِنَ الْعَدُوِّ، فالْخوْفُ هو الِانْهِزَامُ الْقاتِلُ،


4- الرَّدُّ الْفَوْرِيُّ على الْعدوِّ فَإنَّ كلَّ رَدٍّ فِعْلِيٍّ لَهُ شَأنٌ عَظيمٌ، ويُعْتَبَرُ فارِقًا كبيرًا، ولهُ تَأْثيرٌ مُّدَمِّرٌ على الْعدُوِّ، قال تعالى: 


" فَمَنِ اعْتَدَى عليكمْ فَاعْتَدُوا عليهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عليكم"


5- الْمُبادَرَةُ والاِسْتِعدادُ في كلِّ الظروفِ:

 ولقدْ هَيَّأَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ مَوْلانَا محمدٌ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ جَيشَ أُسامةَ وهوَ يُوشِكُ أنْ يَّلْحَقَ بالرَّفِيقِ الْأَعْلَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وكانتِ الْحكمةُ جَلِيَّةً واضِحةً وهيَ ألَّا يَشْغَلَ الْحُزْنُ على فراقِ سيدِ المرسلينَ صلى الله عليه وسلمَ المسلمينَ عنْ عَدُوِّهمُ الذي يَترَبَّصُ بِهم، وأنْ يَّكونَ المُسلمونَ أَصْحابَ الْمُبادَرةِ، فصاحبُ الْمُبادرةِ مُنتصِرٌ أو يَكادُ، قال الشيخ سيد محمد بْنُ الشيخ سِيدِيَ الكبير رحمهما اللهُ تعالى في إحدى قصائدِهِ:


فإِن بَادَرْتُمُوهُ تُدَارِكُوهُ:: وإلَّا يَسْبِقِ السَّيْفُ الْبِدَارَا


إن الْقرْءانَ الْكريمَ فيهِ لِكلِّ مُتَدَبِّرٍ عارِفٍ بعلومِهِ وتَفْسيرِهِ خلاصُنا الْعاجلُ مِنْ هذِهِ الْمَهانةِ التِي أَقَمْنَا أنفُسَنا فِيها منذُ سقوطِ الْخلافةِ الإسلاميةِ، 

ولقدْ أنْهَى الْغرْبُ استعمارَهُ الْمُباشرَ لِلْأرضِ، ولكنَّهُ اسْتَعْمرَ الْعقولَ والأذْهانَ والْخواطرَ والأفكارَ والْعواطفَ والمشاعِرَ والأذواقَ، فربطَ مَصيرَنَا بِازْدِهارهِ صِناعِيًّا واقْتِصادِيًّا وعسكريًّا، وترَكَنَا نَرَى ذواتِنا فيهِ، إلى أن صِرْنَا لا نَختلفُ عنْهُ إلا كَمَا يخْتلِفُ الظِّلُّ عن صاحِبِهِ،

وللتذْكيرِ فإنني كنتُ وضَّحْتُ في تدْوينةٍ سابقةٍ أنَّ كلمةَ الِاستعمارِ مِنَ الْعِباراتِ العربيةِ التي تُطلَقُ ويُرَادُ بِها ضِدُّها كَالسَّليمِ الذي يُرادُ بِهِ اللديغُ، والْيَدُ الْيُسْرَى بَدَلَ الْيَدِ الْعُسْرَى، فالِاستعمارُ هو الِاسْتِخْرابُ بِهذا الْمَعنَى.

الأحد، يوليو 20، 2025

موسكو وطهران أيتهما يختل الغرب؟

 مُوسكو، وطهران، أيَّتُهُمَا يَخْتِلُ الْغَرْبُ؟/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


الْإِعْلانُ الْمُتَزَامِنُ تَقْرِيبًا عَن مَّرَضِ كُلٍّ من ترامبْ ونَاتِنْيَاهُو لَمْ يَكُن لِّيَلْفِتَ انتِبَاهِي بِاعْتِبارِ الْمَرَضِ عَارِضًا بشَرِيًّا مَّأْلُوفًا لَّوْلَا مَا أُلِفَ وعُرِفَ عَنِ السياسةِ الْغَرْبيّةِ مِنْ خِدَاعٍ وحيلةٍ ومَكْرٍ، ولولَا مَا تَنطِقُ بِهِ مِنْ حَوْلِنَا الْوَقائِعُ وتُرَدِّدُ صَدَاهُ جَنَباتُ الْمَنطِقةِ وأَقطارُها!


هذِهِ مُوسكو إلى لَحظةِ كتابةِ هذِه الكلماتِ تَتعَرَّضُ لِثانِي مُحاولةِ اخْتراقٍ من قبلِ الطائراتِ المسيرةِ مِن أوكرانيا أو الناتو خلالَ أقلَّ مِن بِضْعِ دَقائِقَ! فهلْ نَحْنُ بِصَدَدِ بَواكيرِ هَجْمةٍ قد تَّكونُ الضرْبةَ الأولَى الِاستباقيةَ التي يُبرِّرُها تَصرِيحُ لِواءٍ كبيرٍ في الجيشِ الألمانيِّ بضرورةِ توجيهِ ضربةٍ فوْريةٍ ضِدَّ عدةِ مطاراتٍ روسيةٍ وذلك ضِمْنَ تصريحاتٍ مشابهةٍ من قادةٍ كبار في بريطانيا والولاياتِ المتحدةِ!


أمَّا طهرانُ فإن علاقةَ الْغرْبِ بِها علاقةُ ثَأْرٍ وانتِقامٍ ورَدِّ اعْتِبارٍ؛ فقدِ انتصرَتْ إيران في المواجهةِ المباشرةِ في حربِ الِاثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا انتِصارًا ساحِقًا على مُستوَى امتِصاصِ صدْمةِ الضربةِ الِاستباقيةِ المباغتةِ الكبيرةِ، وكذلك على مستوى ضَرْبِ العدوِّ الضرباتِ القاضيةَ في مقاتِلِهِ بِدِقَّةٍ تامّةٍ، وخرجتْ من الجولةِ المباشرةِ الأولى بِنتائجَ وخبراتٍ ستُفيدُها في الجولاتِ القريبةِ جِدًّا من أجْلِ الْحَسْمِ النِّهائيِّ للحربِ لصالحِها،


سنرَى خلالَ ساعاتٍ - وربما لضروراتٍ تكتيكيّةٍ خلالَ أيامٍ - الضرْبتيْنِ الِاسْتِباقِيَّتَيْنِ ضدَّ موسكو وطهران، مَعًا، أو بِفارقٍ زمنِيٍّ تُحدِّدُهُ مُجرياتُ الأحداثِ!


والصينُ هي الْهدَفُ الْحَقيقِيُّ؛ وقدْ بَعثَتْ إدارةُ ترامب إلى كلٍّ من اليابان وأستراليا قبل يوميْنِ مُطالِبَةً بتوضيحِ موقفِهما إزاءَ نُشوبِ أيِّ حَرْبٍ متوقعةٍ بين أمريكا والصين إذا أقدمتِ الصينُ على غَزْوِ تايوانْ وهو أمرٌ متوَقَّعُ الْحدوثِ في أَيِّ لَحْظةٍ.

الْغَيْبَةُ تَقليدٌ فَشَا ثم مشى/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 "الْغَيْبةُ" تقليدٌ فَشَا ثُمَّ مَشَى/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ               أرْغَمَتْ ظروفُ الْحياةِ القاسيَةِ بَلِ الْ...