كلمةٌ في حقِّ الشهيد حَسَن نصرَ الله/إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
رحم الله السيد حسن نصرَ الله فإنّ له مواقفَ هي محلُّ إجماعٍ من كلِّ مُنصفٍ، مِنْها مُقاومةُ الكِيانِ الْمُحْتلِّ، وكَوْنُهُ حَافَظَ على كيَانِ لُبْنانَ بصفةِ لبنانَ دوْلةً جمهوريةً طائفيةً موَحّدةً، فلَمْ يَلْتَفِتْ إلى إغْراءاتِ الِاستيلاءِ على الْحُكمِ في بلادِه لَا اسْتِنادًا على قوةِ تَنظيمِهِ، ولا اتِّكاءً على تَعاظُمِ شعبيتِهِ، وكوْنُهُ وَقفَ معَ الْمُجاهدِينَ في فلسطينَ مُتَجاوِزًا التمايُزَ الْمَذْهبِيَّ، فكانَ معهم بِمُشاغَلَتِهِ لِلْعَدُوِّ أحيانًا، ومُقاتلتِهِ أَحْيانا أُخْرَى، وكوْنُهُ لم يُنَفِّذْ أيَّ عملياتٍ بصورةٍ منهجيةٍ خارجَ نِطاقِ جغرافيا الْمنطقةِ، رغْمَ الِانتِشارِ الْواسعِ لِلمُتعاطفينَ معهُ ومع نَهْجِهِ حوْلَ العالمِ، فلم يقَعْ مِن ذلكَ ما يَسْتحِقُّ الذكْرَ بِالْقياسِ إلى سيرةِ حِزْبِهِ ومَسيرتِهِ، وكَوْنُهُ لم يُحاوِلْ تَصْدِيرَ الدعوةِ لِمذْهبِهِ أوِ الدعايَةَ لهُ بِصورةٍ ملحوظةٍ على الْأَقلِّ إلى بِلادٍ أخْرَى، خاصةً البلدانَ الْفاشلةَ أوِ الْبلدانَ ذاتَ الْحُكمِ الْهَشِّ، وكوْنُه لمْ يُعْرَفْ عَنْهُ طوالَ حياتِهِ التِي كانتْ جِهادًا بِثَوانِيها ودقائقِها وخطَرًا ماثِلًا ومَوْتًا مُّسَاكِنًا ومُلابِسًا ومُحْدٍقًا، أَنّهُ قَبِلَ بالدُّخولِ في مُساوماتٍ يخونُ فيها وَطنَهُ وحُلفاءَه وشعْبَ لبْنانَ الْعرِيقَ،
وقد خَتمَ اللهُ لهُ بالشهادةِ على يدِ عَدُوٍّ هو أيضًا عَدواتُهُ للمسلمينَ عامةً محلُّ إِجماعٍ، تقبّلَهُ اللهُ شَهيدًا، وألْهمَ عشيرتَهُ الأقربينَ وكرامَ الأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ جميلَ الصبْرِ والسلوان، إنّا لله وإنا إليه راجعون،
إنه عِقْدُ عُظماءِ المجاهدينَ يَنتَظِمُ فيهِ الشهداءُ الأحياءُ عِندَ ربِّهمُ الخالدونَ، وإن في الأمةِ لكثيرًا مِنْ أمثالِهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق