مِن شَعْبِ الْمُحَاكَاةِ إِلَى شَعْبِ الْإبْدَاعِ ،مِن شَعْبِ الْمُدَارَاةِ إلى شَعْبِ الْمُصارحةِ ،مِن شَعْبِ اللَّا مُبَالاةِ إلى شَعْبِ الْمُراقبةِ والْمُتابعةِ والْمُقاضاةِ ،مِن شَعْبِ مُعارضَةٍ ومُوالاةٍ إِلَى شَعْبِ عَدَالةٍ وَمُساوَاةٍ ،مِن شَعْبِ الْحَملاتِ السياسيّةِ إلى شَعْبِ الْأخلاقِ والوفاءِ والتضحيَةِ ،مِن شَعْبٍ لا يَصِلُ إِلى قُوتِهِ إِلا بِالتَّمَلُّقِ إلى شَعْبٍ يُدِيرُ ثرواتِهِ ويَنْعَمُ بِخَيْرَاتِهِ ،وَيَرْبِطُ عُلمَاؤُهُ حَاضِرَهُ بِمَاضيهِ لِيُؤَسِّسُوا لهُ مُستقبلًا يكونُ هُو سَيِّدَهُ الْمُطاعَ لَا خَادِمَهُ الْمِطْوَاعَ ،مِن شَعْبٍ تَعْصِفُ بِشرائحِهِ أهواءُ " الساسةِ " إلى شَعْبٍ ذِي جَبْهةٍ داخليّةٍ قويّةِ التّماسُكِ ،شديدةِ التَّشابُكِ ،
هذهِ الصورةُ التي يَأْمَلُ كلُّ غيورٍ على إِخوانِهِ المواطنينَ أن تَكونَ هِيَ صورتَهم ،وإِنَّ كلَّ أَمَلٍ مُّمْكِنٌ أَنْ يَّتحَقَّقَ إذا نَهَضَتِ الْهِمَّةُ مُسْتَنِدَةً على العزيمةِ ،وتَسَلَّحَتْ بِالْإراةِ ،وآمَنَتْ بِالْهَدَفِ الْمَنشودِ ،وَتَحَقَّقَتْ مِن نُّبْلِ الْمَقْصُودِ ،حِينَها تَخْتَفِي الْعَرَاقِيلُ ،وتَحُلُّ الْأَفعالُ مَحَلَّ الْأَقَاوِيلِ ،وهذا أوضحُ مِنْ أَنْ يَّحْتَاجَ إلى دَليلٍ أو تَأْوِيلٍ ،أو توجِيهٍ أو تَعْليلٍ ،
جعلَنا اللهُ وإياكم مِنْ أَهْلِ التوفيقِ ،الذين يَصلونَ إلى أهدافِهم بِخيرِ طَرِيقٍ .
———————————————
إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق