Translate

الثلاثاء، يونيو 25، 2024

الحملات الانتخابية من زاوية محايدة /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 الحملاتُ الِانتِخابيّةُ مِن زاويَةٍ مُّحَايِدةٍ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


الْحَمَلاتُ الِانتِخابيةُ وَسيلةٌ وُدِّيَّةٌ تُلَاطِفُ الْوَعْيَ الْعامَّ بِدَغْدَغَةِ مَشاعِرِهِ واسْتِثارةِ عوَاطِفِهِ طَمَعًا فِي أَصْواتِهِ التِي يَتّخِذُها أَصْحابُها مَطِيَّةً تحْمِلُهُم هُمْ وأثْقالَهُم إِلَى سُلْطةٍ لَّمْ يَكُونُوا بِبَالِغِيهَا وَلَوْ بِشِقِّ الْأَنفُسِ ،

مُلاطفةُ الْوَعْيِ العامِّ يُشْرَعُ فِيها فِي دِينِ السِّياسةِ كُلُّ شَيْءٍ لا يَخْرُجُ عن دائِرَةِ الْعاطفةِ بِشِقَّيْهَا الصَّادِقِ والْكَاذبِ ،حيْثُ تُبَدَّلُ الْوُجوهُ غَيْرَ الْوُجُوهِ كَمَا تَتبَدَّلُ الْأَخْلاقُ ،

وكيْفَ لا يكونُ ذلكَ وقَدْ أَصْبحَ الْعامِّيُّ " الْمُهْمَلُ "ذَهَبًا إبْرِيزًا ،وهَدَفًا عَزِيزًا ،فهو يَنظُرُ مِنْ حوْلِهِ مَسَاءً حَيْثُ يَشاءُ أَنْ يَّنظُرَ فَلا يَرَى إلا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وتَلَذُّ الْأَعْيُنُ مِنْ وَّلَائِمَ يَلِجُ إِليْها مَحْمُولا على الأكْتافِ أوْ يَكادُ ،كأنّهُ مِن كِبارِ الْفاتِحِينَ ،ويَخْرُجُ مِنْها شَخْصًا مُّسْتَعارًا قَدْ أُشْبِعَ بَطْنُهُ ،وفُرِّغَ مِنَ الْفِطْنةِ عَقْلُهُ ،وشُحِنَ مِنَ الْوُعودِ خَيَالهُ وذِهْنُهُ ،فَخَرَجَ نَاسِيًا مَّا مَضَى ،مُسْتَمْسِكًا بِخَيْطٍ من بيْتِ الْعنكبوتِ كَأَملٍ يَرْضَى بِهِ كُلَّ الرِّضَا ،

وَمَا هُوَ إِلَّا أن تَطْلُعَ شَمْسُ الْحقيقةِ فَتَنشَقُّ سَماءُ الْأوْهامِ ،ويَتَبَخَّرُ نَدَى أَضْغاثِ الْأَحْلامِ ،ويَنتَهِي مَفْعولُ مُسَكِّنِ الْآلامِ ،فإِذَا الْمُعَلِّمُ يَعودُ إلى سبورتِه وطبشورِهِ ،وإذا الطبيبُ يعودُ إلى مرضاهُ ،وإذا التاجرُ يعودُ إلى تِجارتِهِ ،وإذا الشابُّ الْفارِغُ يعودُ إلى نومِهِ الْعَمِيقِ ،فلا يكادُ يُفِيقُ ،وإِذا الْواقِعُ يَخْلعُ عن جَسدِهِ الْمُرْهَقِ عَباءَةَ الْمُلاطَفَةِ ،ويَرْتَدِي مَعَاوِزَ الْمُناكَفَةِ !

لكنَّ الْجِمِيلَ الْمُمْتِعَ فِي كلِّ هَذَا وذاكَ هو أنَّ هذهِ الْحملاتِ أَيَّامٌ من الشِّبَعِ والرِّيِّ والْإِمْتاعِ والْمؤانَسةِ ،واللقاءاتِ المفتوحةِ بأصحابِ الْمالِ وأصحابِ النفوذِ مِن سادةٍ كِرامٍ ومِن سيداتٍ كريماتٍ ،حَيْثُ لا حاجبَ يَمْنعُ مِن لِّقائِهم ،ولا وَقْتَ يَضِيقُ عن مجالَسَتِهم ومُحادَثَتِهم ،

الْجَمِيلُ – أَيْضًا – فِي كُلِّ هَذَا وذاكَ هُوَ سِيادةُ جَوِّ الْأَمْنِ والْعافِيةِ ،فلا مَكانَ في هذه اللُّعْبةِ الجميلةِ الْمُلْهِيَةِ ،لِلْخِطاباتِ الْمُلْتَهِبَةِ الْمُلْهِبةِ ،ولا مَكانَ في هذا الْجَوِّ الْمَشْحُونِ بِالْعَطْفِ والتسامُحِ واللُّطْفِ لِأَيِّ شَكْلٍ مِّنْ أَشْكالِ الْعَجْرَفَةِ وَالْعُنفِ ،

الْجَمِيلُ – أَخِيرًا – هو أنَّ هذِهِ الْأَيَّامَ لَا تَنقَضِي إِلَّا وَقَدْ وَسمَتْ عَلى الْخُرْطومِ كلَّ مُتَرَبِّصٍ بِمَصِيرِ أُمَّتِهِ ،وأَضَاءَتْ غُرَّةَ الْوَفَاءِ فِي جِباهِ أَهْلِ الْإِخْلاصِ والْوَلاءِ مِنَ الْمُوَاطِنِينَ سَاسةً ومَسُوسينَ ،وَقادَةً وَمَقُودِينَ .

ليست هناك تعليقات:

كلمة في حق الشهيد حَسَن نصرَ الله/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 كلمةٌ في حقِّ الشهيد حَسَن نصرَ الله/إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  رحم الله السيد حسن نصرَ الله فإنّ له مواقفَ هي محلُّ إجماعٍ من كلِّ ...