النَّصْرُ ذُو الْأثْمانِ الْباهِظَةِ جِدًّا / إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
الحَرْبُ الْجهنّمِيةُ الْفاجِرةُ على فلسطِينَ مُنذُ أكثرَ مِن ثمانيةِ أشهُرٍ فَضَحَ اللهُ بِها دوْلةَ الطاغوتِ أَمرِيكَا الظالمةَ الْمُتجبرةَ ،وَفضحَ بِها المُنافِقِينَ ،وَكَشَفَ بِها حقائقَ غابتْ عنْ أُمَمِ الدُّنيا وشعوبِ المعمورةِ ،وعَرَّى بِها الصهيُونِيَّةَ الْمَسيحيةَ ،والماسونيّةَ العالميّةَ ،
ولقدْ مَيّزَتْ هذهِ الحرْبُ العدوانيةُ الغاشمةُ بينَ معدنِ الذّهبِ ومعدنِ الْهِيماتِيتْ ،بَيْنَ الْحقيقةِ والزَّيفِ ،بينَ الإنسانِ الإنسانِ والإنسانِ الْبهيمةِ ،بينَ أَهْلِ اللهِ وخاصتِهِ ،وآخرينَ لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهمْ ولا يُقِيمُ لهم وَزْنًا ،
قُلوبُنا وإِحساسُنا وحَقيقتُنا معكم أَيُّها الصامِدونَ الصابرونَ الْمُصابرونَ ،
إن كلَّ ثانيَةٍ تمرُّ هِيَ بِدِمائكم الغاليَةِ وأرواحِ شهدائكم وأنَّاتِ جرحاكم ونَوْحِ ثَكَالَاكُمْ نعْتَبِرُها سِنِينَ وَقُرُونًا ،
لا أحدَ يُرِيدُ لكم خَوْفًا ولا حرْبًا ولا عدوًّا تُبْتلونَ بِهِ ،
نسألُ الله عز وجلَّ بِأسمائهِ الحسنَى وصفاتِهِ الْعُلَى لنا ولكم نصْرًا عزيزًا عاجلًا غيرَ آجلٍ ،فَوْرًا لا يكونُ فيه تَأْجِيلٌ ولا بُطْءٌ ولا تَأخِيرٌ ،يكونُ مِن قَهْرِ اللهِ وانتِقامِهِ وجبروتِهِ وألِيمِ أخْذِهِ وشديدِ غضبِهِ على أعدائهِ ،وبِلُطْفِهِ وتمكينِهِ وعطْفِهِ على أوْلِيائِهِ ،
لَمْ يُبْقِ طوفانُكمْ تَابُوهًا على وَجْهِ الْبَسيطةِ إلا جعلَهُ مَحَلَّ إِعادةٍ للنظَرِ فيهِ ،ولا مُغالطاتٍ ولا أَكاذِيبَ كانتْ حجابًا مضرُوبا على بَصَرِ الْغَرْبِ وبَصِيرَتِهِ إلا جَرَفَهَا عارِيَةً مَّكْشوفةً ،
رَغْمَ الْألَمِ بَسِمَ الْأَمَلُ ،ورغمَ الوجَعِ عَلَا قَدْرُكم في العالَمِ أجمعَ ،يا بقيّةَ المُجاهدينَ ،ويا حجةَ اللهِ على المُتَخاذلينَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق