Translate

الخميس، يوليو 18، 2024

اليوم الدولي لنيلسون مانديلا /الغرب واختطاف حصيلة النضال/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 الْيومُ الدولِيُّ لِنيلسونْ مانْدِيلّا /الْغَرْبُ واخْتِطافُ حَصيلةِ النِّضالِ / إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


الثامنَ عشرَ من يوليو هو اليومُ العالميُّ لِنيلسونْ مانديلا ،وهو شخصيةٌ نضاليةٌ غنيةٌ عن التعرِيفِ ،ومُنذُ ظهورِ بَوَادِرِ انتِصارِهِ على الْأبارْتايِدْ ( نِظامِ الْفصْلِ الْعنصُرِيِّ ) بَدَأتِ الحكوماتُ الغرْبيةُ بِتغييرِ طبيعةِ سياساتِها اتجاهَ شخصِهِ واتّجاهَ حركتِهِ النضاليةِ بمائةٍ وثمانينَ درجةً ،وبَدَّلوا جلودَهم من جلودِ السباعِ الضاريةِ إلى جُلودِ الضأْنِ ،وجاءُوا إليْهِ مُهَنِّئِينَ وكانوا له مُحارِبينَ ،وخَلعوا عليْهِ سائرَ ألْقابِ التعظيم والتبجيلِ ،وقد كانوا يصِفونَهُ بالْإرْهابِ ،وانْهالَتْ عليهِ دَعواتُهم لَهُ ليزورَهم فَاسْتقبلُوهُ في عواصِمِهم استِقبالَ الْأبطالِ الْكبارِ الْفاتِحِينَ الْخالِدِينَ ،ودَفعُوا لَهُ جميعَ تَكْرِيماتِهم وجوائزَهم ،ومَلَأُوا عليْهِ كلَّ وقْتِهِ بِزياراتِهِ لهم ،وبافْتتاح جامعاتٍ ومعاهدَ وجمعياتٍ خيريةٍ مُّسَمّاةٍ بِاسْمِهِ ،ورُكِّزَتْ عليهِ أضواءُ كاميراتِ الْبثِّ التلفزيونِيِّ وكاميراتِ هُوَاةِ التصويرِ الْفوتوغرافيًِ ،وشاغَلُوهُ بِالْمُقابلاتِ واللقاءاتِ الصحفيةِ والْمؤتمراتِ الدوليةِ ،حتى بَدَا أَنَّ هذا الْمُناضِلَ العظيمَ مَشغولٌ بكلِّ ذلكَ إلى درجةِ أنّهُ لم تَعُدْ لديْهِ مساحةٌ زمَنيّةٌ لتَأْخُذَهُ فيها سِنَةٌ خَفِيفةٌ يَرْتاحُ بِها للحظةٍ مِنْ عُمُرِهِ ،حتى لا نقولَ لِيَنَامَ !حتى لم يجِدْ وقْتًا يَتدارَسُ فِيهِ مع قادةِ دولِ إفريقيا كيفيةَ نَقْلِ أسْرارِ التكنولوجيا الراقيةِ مِن بلادهِ إلى عُمومِ إفريقيا مِنْ أجْلِ انتِشالِ القارةِ مِنَ التخلّفِ وإِلْحاقِها بالعالمِ المُتحضِّرِ ،

لقدْ خَرجَ مِن سِجْنِ الْعنصريينَ الْبيضِ في بلادهِ لِيجدَ نفسَهُ في سِجْنٍ من الْخداعِ الْمَحبوكِ الذي دُبِّرَ له بِعِنايةٍ وإحكامٍ من الدولِ الإمبرياليةِ التي تَرْعَى العنصريين والِاسْتِئصاليينَ في إفريقيا وفلسطين وبلادٍ أخرى ،فعاشَ فيهِ لا يَجدُ فرصةً لاستخدامِ أناملِهِ لحَكِّ رأْسهِ أو مسحِ وجْههِ أو حتى لِطَقْطقَتِها أوِ الْعبثِ بِها مِن كثرةِ المصافحةِ والتلويح على حشودِ المستقبلينَ حتى توفاهُ اللهُ !!

وذاتُ الطُّعْمِ بَلعتْهُ رُوانْدَا ،فقدْ قامَ الْجهازُ الْإعلاميُّ الْغَرْبِيُّ بِكاملِ جَبروتِهِ بِالدعايةِ لرواندا على أنها تشهدُ نَهضةً حضاريةً اسْتِثْنائيةً ،ابْتداءً من الصناعاتِ الْغذائيةِ وانتِهاءً بتكنولوجيا الأقمارِ الصناعيةِ والتكنولوجيا الراقيةِ ،

فلمّا أوْصلوها إلى " قِمةِ الْحضارةِ " نَزعوا من تحتِ قدميْها السلالمَ التي جعلوها تصعدُ بها وتركوها مُعلّقةً بِأهدابِ إرادتِهم الاستعمارية الاستغلاليةِ فإمّا قبِلتْ بتنفيذِ مرادِهم أيًّا كانَ ،وإلا فكُّوا تعلُّقها بِأهدابِهم لِتَهْوِيَ إلى أسفلِ السافِلينَ حيثُ لا قَاعَ ولا قرارَ ! فكانت أولى مُراداتِهم أن تكونَ موْطنًا ومستعمرةً للمغضوبِ عليهم من مجرمي المواطنينَ واللاجئينَ ،مِما يَعْنِي تغييرَ رواندا ديموغرافيًّا وحاضِرًا ومستقبلا من خلالِ طمْسِ هويتِها وسيطرةِ  الوافدينَ على البلادِ !!

رواندا الإفريقيةُ تَصحو هذه الفتراتِ على الجزار الذي كان يُسَمِّنَها ويرْعاها بعنايةٍ فائقةٍ لتراهُ واضِعًا على صفحة عُنُقِها سكِّينًا يفْصِلُ بِهِ رأسَها عن سائرِ بدنِها ! ولا عزاءَ للمُغْتَرِّينَ بابْتساماتِ الْأعداءِ ،فإنهم لُيوثٌ تُكشِّرُ عنْ أنيابِها لالتهامِ الْفريسةِ لا لتبادُلِ الضحكاتِ الوُدِّيّةِ مَعَها .

ليست هناك تعليقات:

كلمة في حق الشهيد حَسَن نصرَ الله/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 كلمةٌ في حقِّ الشهيد حَسَن نصرَ الله/إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  رحم الله السيد حسن نصرَ الله فإنّ له مواقفَ هي محلُّ إجماعٍ من كلِّ ...