Translate

الأحد، يوليو 07، 2024

وقفة مع ذكرى العام الهجري المبارك /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 وَقْفةٌ مع ذكْرَى العامِ الهجريِّ المباركِ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


مِمَّ نُهَاجِرُ ؟وإلَامَ نُهاجِرُ ؟

بَعْدَ انتِصاراتِ عصْرِ النُّبوّةِ ،وفتوحاتِ عصْرِ الخلافةِ الراشدةِ ،وبعْدَ تلاحُقِ الْفِتَنِ والْمَلاحِمِ ،وانتِصاراتٍ وانكساراتٍ ،وفتوحاتٍ وانكفاءاتٍ ،وبعدَ غُرْبةِ الدِّينِ فِي زماننا هذا ، فعَمَّ نُهاجِرُ ؟!

أدْركَ أحدُ فلاسفةِ أوربا الذين كانَ لأفكارِهم أثرٌ واضحٌ في نَهْضةِ أوربا أن الإنسانَ الأوربِّيَّ أَسيرٌ في أرْبعةِ أوْهامٍ بَعْضُها فوقَ بعْضٍ ،وأنه لكي تَنْهضَ الأمةُ فإنه لا بُدَّ مِنْ أن يتحررَ الْفرْدُ مِن تلك الأوهامِ التي تناولَها واحِدًا إِثْرَ الآخرِ ،وهي :أوهامُ الْقبيلةِ ،أوهامُ المسرح ،أوْهامُ السُّوقِ ،أوهامُ الْكَهْفِ ،

وَقَدْ وصَفَ اللهُ سبحانهُ وتعالى رسالةَ خاتمِ الأنبياءِ والْمُرْسلين سيدنا محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم في التوراةِ والإنجيلِ بقوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا :


" الذِينَ يَتَّبِعونَ الرَّسُولَ النَّبِيءَ الْأُمِّيَّ الذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التوراةِ والإنجِيلِ يَأْمُرُهم بِالْمَعروفِ ويَنْهَاهُمْ عنِ الْمُنكرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطيباتِ ويُحرِّمُ عليهمُ الْخبائثَ وَيَضَعُ عنْهمُ إصْرَهمْ والْأغْلالَ التِي كانتْ عليهم " ،


فَمَا هُوَ الْإِصْرُ وَمَا هِيَ الأغْلالُ التي وضعَها سيدُنا محمدٌ صلى اللهُ عليه وسلمَ عنْ أَصْحابِهِ رِضوانُ اللهِ عليهم فتَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَحمَلوهُ إلى الْعالَمِينَ فاتحينَ مَنصورِينَ ،

فهَلْ عادَ ذَلكَ الإِصْرُ وتِلْكَ الْأغلالُ لِيُكَبِّلانا مِن جدِيدٍ ،ويُغَلِّفَا عقولَنَا بِالأوْهامِ ،ويَضَعا بينَ نُفوسِنَا ومَطامِحِنَا أَلْفَ حاجزٍ وحاجِزٍ ،

لقد تَّعرّضْتُ لهذا الإشكالِ الخطيرِ مِرارًا وتكرارًا في عدّةِ تَدْوِيناتٍ وبِصِيَغٍ مُّخْتَلِفةٍ وصُوَرٍ مُّتَعدِّدَةٍ ،

لِأنَّنِي مُقْتَنِعٌ تَمَامَ الِاقْتِنَاعِ بِأنَّ أعظَمَ سَبَبٍ انبَتَّ بِهِ حَبْلُ الْوِصالِ بيننا وبيْنَ خَصائصِ أمّتِنا ،وانفَرَطَ بِهِ عِقْدُ نِظامِنا ،هو أَهامُ الْعَقْلِ !

إنَّ أوهامَ الْعَقْلِ عِبارةٌ عن سِلْسلةِ اعْتِباراتٍ ناشِئةٍ عنْ هزّاتٍ عنيفةٍ من الْهزائِمِ ،جَعلتِ الْعَقلَ يَتَسَاهَلُ وَيَتَهاوَنُ حَيْثُ يَجِبُ أَنْ يَّجِدَّ ويَجْتَهِدَ ويبْذُلَ كلَّ وُسْعِهِ وكاملَ طَاقاتِهِ ،فهو بِسببِ تلاحُقِ الْهزائمِ الْمُنكرَةِ الرّهيبةِ زاهدٌ في كلِّ تحرُّكٍ نحوَ مُحاولةِ الْخلاصِ والتحرُّرِ ،

مُهمّةُ علماءِ الأمّةِ الإسلاميةِ في زمانِنا هذا هي إِطلاقُ نظرِيّاتٍ إسلاميةِ الْمَنشإِ والْمَصيرِ لِوَضْعِ الإصْرِ والأغلالِ عنِ العقْلِ الْمُسْلِمِ وتَبديدِ أَوْهامِهِ ،وسيكونُ نَجاحُ تلك النظريّاتِ مَنُوطًا بِمَدَى إخلاصِ أَصحابِها لله عز وجلّ بِإذنِ اللهِ تعالى .

ليست هناك تعليقات:

وراء كل عظيم معلّم عظيم/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 وَرَاءَ كُلِّ عَظيمٍ معلمٌ عظيمٌ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  قُرَيشٌ لَّمَّا ذَهَبَ بِها الْعَجَبُ كُلَّ مَذْهَبٍ وهي تَسْمَعُ آياتِ...