Translate

الخميس، مايو 30، 2024

الموروث اللعينُ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 الْمَوْرُوثُ اللَّعِينُ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


الِاسْتِعمارُ مِنَ الْأَلْفاظِ التي اسْتُعْمِلَتْ وقُصِدَ نَقِيضُهَا لِلتَّيَمُّنِ بِها وتَجنُّبِ ما فِي التلَفُّظِ بِنَقِيضِها مِن نَّحْسٍ ،كقَوْلِهمْ للّدِيغِ إِنهُ سَلِيمٌ ،ولِلْيَدِ الْعُسْرَى الْيدَ الْيُمْنَى فِي مُقابِلِ الْيَدِ الْيُسْرَى !

وحقيقةُ لَفْظَةِ الِاسْتِعْمارِ هو الِاسْتدْمَارُ والِاسْتِخْرَابُ وَالِاسْتِغْرَابُ والِاسْتِلابُ والِاسْتِعْبَادُ والِاسْتِرْقاقُ إلى آخِرِ هذهِ الْقائمةِ السوداءِ !

والْمُضْحِكُ - مَعَ أن الموْقِفَ كلَّهُ أَسًى عَمِيقٌ – هو مُطالبةُ بعضِ الدولِ الْغربيةِ الِاستعماريةِ لِدُوَلٍ اسْتَعْمَرَتْها أن تَعْتَقِدَ أنَّ الْحركةَ الِاستِعماريةَ كانت ضروريّةً لإنقاذِ المُستعمراتِ ووَضْعِ عَجَلَاتِ قِطارِها على سِكّةِ الْحضارةِ والمدنيةِ !

وفي ذاتِ الْوَقْتِ أَعْلَنت دولٌ استِعماريةٌ اعتذارَها لِمُستعمراتِها ،

وأعلنت دولةٌ منها منذُ أقلَّ مِن شهْرٍ على تَرَدُّدٍ وخَجَلٍ نيتَها في اتِّخاذِ إِجراءاتٍ لِصالحِ مستعمراتِها قد تَّبْدُو صُورةً مشَابِهةً للتعويضِ ،

وَمِنَ الْمَنافِذِ التي اسْتَمَرَّتْ بِسبَبِها هيمنةُ الْمُسْتعمرِ تَوْرِيثُ خَلْفِهِ جميعَ مَا كَانَ سَيَقومُ بِهِ هو بِنفْسهِ  ،

فَلمْ يُعْطِ الْمُستعمراتِ الْفرصةَ والْمُهلةَ اللَّازمةَ لها حتى تَرْجِعَ إلى ذَاتِها وتَنطَلِقَ مِنْ خصوصيَّاتِها كَامِلةَ الحُرِّيَّةِ تَامَّةَ الْأهْليّةِ غَيرَ مَضغوطٍ عليها ولا مفروضٍ عليها رَأْيٌ وَلَا خِيَارٌ ،

إن طَرِيقةَ خروجِ المستعمرِ مِنْ أَخطرِ الْمَطَبَّاتِ وأشَدِّ الِانتِكاساتِ التي قَلَبَتْ رَأْسًا على عَقِبٍ كَافَّةَ الِاتِّفاقاتِ التي أبرَمَها مع أكابِرِ البلادِ المستعمَرةِ ،

فهؤلاءِ تَصَوَّرُوا خُروجَ الْمستعمرِ على أنه سيكونُ مِثلَ خُرُوجِ " ضَيْفٍ " عابرٍ لا يَتْرُكُ بَعدَهُ أَيَّ أثَرٍ أَوْ تَأْثيرٍ ،

فلم يَشْغلُوا أنفسَهم بِتفاصيلِ خُروجِ المستعمرِ ،ولم يَأخذُوا مِنَ الِاحْتِياطاتِ اللازمةِ ما يكفي لتجنُّبِ مُخلَّفاتِ خروجِه ،ولا لِكيفيةِ تَطهيرِ الأرْضِ والنفوسِ والعقولِ مِنْ آثارِهِ الْفتَّاكةِ الِاسْتِلابيّةِ الِاسْتِئْصاليّةِ ،

في هذِهِ الظرْفيةِ العالميةِ الْمُضْطَرِبةِ التي يُعِيدُ فيها الْعالَمُ تَشْكِيلَ ذاتِهِ يَجِبُ الْبَحْثُ فِي مُكوِّنَاتِ الْعَقْلِ الْمُسلمِ وتَرْكِيبهِ والسِّباحَةُ فِيهِ إلى أبْعدِ عُمْقٍ لهُ لِصَقْلِهِ مِن شوائِبِ التربيةِ الاستعماريةِ وإعادتِهِ عَقْلًا مسلمًا خالصًا يَتَعاطَى معَ الْكونِ الذي خلقَهُ اللهُ عز وجلَّ لَهُ تَعاطِيًا فِطْرِيًّا سَليمًا .

ليست هناك تعليقات:

كلمة في حق الشهيد حَسَن نصرَ الله/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 كلمةٌ في حقِّ الشهيد حَسَن نصرَ الله/إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  رحم الله السيد حسن نصرَ الله فإنّ له مواقفَ هي محلُّ إجماعٍ من كلِّ ...